هناك فيلم برازيلي ذو موضوع روحي اسمه- Astral City: A Spiritual Journey «مدينة برزخية: رحلة روحية» وخال من كل عوامل الجذب بالإثارة المبتذلة التقليدية ولقي نجاحا عالميا واسعا، وهو يتحدث عن قصة طبيب برازيلي ورب أسرة ارستقراطي اسمه «أندريه لويز» توفي، وتواصل مع روحه رجل اسمه «شيكو خافيير»، روى عنه كيف أنه كان في حياته يعتبر نفسه رجلا صالحا لكن لما توفي بمرض مفاجئ في معدته وجد نفسه في برزخ الجحيم وعرف لاحقا أن سبب ذلك هو أنه تم اعتبار أنه مات بالانتحار والذي عقوبته الجحيم، وكان انتحاره بطرق غير مباشرة عبر أنماطه السلوكية السلبية في التعامل مع النزعات الجسدية التي لم يضبطها كالأكل والشرب والشهوة والانفعالات السلبية كعدم ضبط انفعالات الغضب مما أدى للخلل العضوي المزمن الذي تحول لمرض قاتل في معدته كما أدى لجرح شعور الآخرين وبالتالي اجتذب إليه الطاقات السلبية وبالنهاية كلها أدت لوفاته، ولهذا اعتبر منتحرا وأخذ لبرزخ الجحيم كعقوبة له على الانتحار بأنماط حياته السلبية. وبصرف النظر عن عدم مصداقية القصة، فالمبدأ الذي لفتت الانتباه إليه هو صحيح وهام ويغفل عنه الناس وهو مبدأ الانتحار بأنماط الحياة السلبية، فكم من الناس هم بالفعل أشبه بالمنتحرين لأنهم قتلوا أنفسهم بكثرة الأكل التي أورثتهم أمراضهم المزمنة والقاتلة؟ وبالمثل من يدخنون السجائر ومدمني الكحول والمخدرات وما تتسبب به من أمراض مباشرة وحوادث سيارات قاتلة بالإضافة لحوادث السيارات التي تكون ناتجة عن سلوك الشخص السيئ مثل التفحيط والتشاغل بالجوال، وأيضا السلوكيات اللا أخلاقية التي تؤدي للإصابة بالأمراض المنقولة بواسطتها والتي تؤدي لموت الإنسان، والأنماط الانفعالية السلبية كالغضب والعنف المادي والمعنوي والبغضاء والأحقاد والتوتر الدائم لجمع وكنز أكبر قدر من الثروة والتي تتسبب بأمراض مزمنة كأمراض القلب والشرايين. ونحن في زمن تساهل فيه الناس جدا بالانتحار المباشر وذلك بالإرهاب والعمليات الانتحارية التي لا زال غالب الفقهاء لا يجيزها بالمطلق ويعتبر مصير من يقوم بها حتى ضد عدو «كافر» هو مصير المنتحر العادي، ومجرد وجود هذا الرأي لدى غالبية الفقهاء جدير بأن يجعل الشباب يتورعون عن العمليات الانتحارية.