×
محافظة المنطقة الشرقية

مواطنو «سيهات»: سندافع عن مملكتنا بدمائنا

صورة الخبر

كان اسمه تيموجين. أول عمل قام به في الرابعة عشرة من العمر أنه قتل أخاه، لخلاف على سمكة. سوف يصبح تيموجين جنكيز خان؛ «حاكم الكون». وسوف تمتد إمبراطوريته فعلاً إلى كوريا والصين، فأفغانستان، فبلاد فارس، فالعراق، ثم المجر وروسيا. الدولة الأكبر في التاريخ. أعد هذا المغولي الفظ جيشًا منظمًا من مائة ألف من المحاربين القساة، وطفق يحتل آسيا ويبيد أهلها. عام 1206م أصيب بسهم مسموم في العنق. نجا.. ومات السهم. عام 1210م حاول احتلال بكين، فقاومت. ضرب حولها حصارًا حتى جاعت واستسلمت بعد ثلاث سنوات. من هناك، اتجهت قواته غربًا نحو فارس عام 1219م، وسقطت أمامه سمرقند الجميلة عام 1220م. قيل إن ألف رجل سقطوا في يوم واحد، غير أن كتاب فرانك ماكلين الجديد «جنكيز خان الرجل الذي أخضع العالم» يعتبر أن ثمة مبالغة في الرقم. ما ليس مبالغًا فيه هو ما فعله ابنه، تولوي عام 1221م. يومها حاصر مدينة ميرف في تركمانستان الحالية، آنذاك إحدى أكبر مدن العالم. ووعد أهلها بالأمان، فراحوا يخرجون من وراء الأسوار، الواحد بعد الآخر. جلس تولوي على كرسي مذهب وأمر بقتلهم أمام عينيه، الواحد بعد الآخر. استمرت المقتلة أربعة أيام وأربع ليال. اعتمد جنكيز قاعدة أساسية: الرعب. قطع أعناق النساء والأطفال والقطط والكلاب. وعندما مات نحو 1227م، كان قد ترك خلفه نحو 38 مليون قتيل، أضخم رقم نسبيًا في التاريخ. حكم العالم، لكن بعدما قتل نصف سكانه. ستالين ترك المؤسسات. ماو ترك الدولة. هتلر وموسوليني تركا المعماريات الجميلة. جنكيز ترك الموت وبلدًا تلفحه الصحراء من جانب ورياح سيبيريا من جانب آخر. روى لي الرئيس إلياس الهراوي أنه كان مرة في رحلة في المنطقة مع وفد نيابي، فطلب أن يزور منغوليا أيام الاتحاد السوفياتي: لم أرَ في حياتي صورة للفراغ المطلق كما طالعتني أولان باتور، العاصمة. «حضارة» واحدة تركها جنكيز خان؛ الموت والإرهاب. كل إمبراطورية تركت أثرا، شاعرًا أو حجرًا أو لوحة. ما ترك سوى الجثث. موقعه في التاريخ أنه كان الأكثر فظاعة، هو وأبناؤه. والكتب عنه لا تتوقف. إنه موضوع محيّر مع أن عصور التوحش لم تتوقف: التوحش الآسيوي والأوروبي. الإسبان قتلوا خمسة ملايين في المكسيك. هتلر وموسوليني - لا نعرف العدد. اليابان الاستعمارية لم تكن أقل توحشًا. ودائمًا ننسى أن هذا موضوع لا يحق لنا التحدث عنه، أو الكتابة عليه. اقرأ صحف هذا الصباح، وسوف ترَى كَم جنكيز صغير حولك. واحد من الإذاعة. واحد من التلفزيون. وعشرات من «الموقع» نفسه. لقد بدأوا في قطع رؤوس النساء أيضا.