في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي، وصل جثمان الطفل آلان الكردي إلى مثواه الأخير في مدينة كوباني السورية بعد أن هزت صورة جثته على شواطئ تركيا العالم. وأثارت صورته الحزن والأسى على المستوى الشعب، ودفعت القادة السياسيين إلى الإعلان عن تكثيف جهود مساعدة اللاجئين، ولكن بعد مرور 40 يوما على دفنه، يبدو أن الآلام الكبرى التي أثارتها صورة الطفل الصغير تتلاشى. عبدالله الكردي والد الطفل آلان لم يعد يظهر في وسائل الإعلام وأصبح الوصول إليه مهمة قد تكون مستحيلة، وذلك بعد تردد أنباء نقلا عن بعض ممن كانوا على المركب الذي غرق وأقارب الضحايا تفيد أن والد الطفل هو قائد المركب، ولم يكن هناك أي مهرب آخر كما ادعى عبدالله الكردي الذي نفى هذه الاتهامات. الدول الأوروبية التي اضطرت إلى فتح حدودها أمام اللاجئين إثر موجة التعاطف مع آلان، بدأت تغلق أبوابها في وجه اللاجئين وتفرض إجراءات مشددة على حدودها، فيما تتصاعد الأصوات التي تحذر من احتمال وجود إرهابيين بين اللاجئين أو من انضمام بعضهم إلى التنظيمات المتطرف. الجهود الدبلوماسية التي عادت إلى دائرة الضوء لإيجاد حل للأزمة السورية باعتبارها سببا رئيسيا في مأساة اللاجئين سرعان ما اصطدمت بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، الأمر الذي جعل الصراع أكثر تعقيدا، وجذب اهتمام القادة السياسيين ووسائل الإعلام بعيدا عن أزمة اللاجئين.