×
محافظة مكة المكرمة

مصرع شاب بطلق ناري في رحلة صيد بالطائف

صورة الخبر

جرِّب أن تحتسي كوباً من الشاي أو القهوة مع أحد أصحاب الشركات الكبرى، واسأله في جلسةٍ هادئةٍ عن آخر أخبار الشركة وأرباحها واستثماراتها، وادخل معه في حوارٍ عن أقوى منافسيه في السوق، وما هي الدول التي يتم التعامل معها في عمليات الاستيراد والتصدير ، ثم اسأله عن أرباح عام 2010 م وعن خسائر عام 1980. وناقشه عن أهم إنجازات عام 2007 م، ولماذا كانت تُدار الصفقات بنجاحٍ في يناير الماضي، واستفسر منه عن عدد الرحلات التي يقوم بها في العام الواحد لدول الشرق والغرب، ثم اطلب منه أهم النصائح الذهبية لتجنب الوقوع في مفاجآت البورصة العالمية وهبوط الأسهم، واسأله عن ثبات الجنيه الإسترليني وقوة الدولار الأمريكي وقيمة اليورو وتراجع الجنيه المصري، سيجيبك هذه الموسوعة عن كل ما دار في خلدك وخاطرك، ولن يحتاج هذا الرئيس إلى ملفاتٍ يعود إليها لاستحضار الإجابات لكل استفساراتك وأسئلتك الدقيقة (فالعلم في الراس وليس في الكراس) !! وبعد هذا الحديث الشيِّق عن (المال والأعمال) وجِّه له سؤالاً : ما اسم حارس الشركة الصباحي والمسائي ؟؟ ما الذي يعرفه عن أحوالهم وظروفهم؟ كم نسبة ما يُسمَّى (صغار الموظفين) في الشركة؟ كم عاملاً اجتمع معهم في ساعةِ مودةٍ وقال لهم : شكراً، لأنكم تُساهمون في نجاح شركتكم !! اجعل أسئلتك الأخيرة تدور حول أصحاب الوظائف التنفيذية في الإدارة التشغيلية (أحوالهم .. همومهم .. طموحاتهم .. أحلامهم .. معاناتهم ) فإن استطاع أن يُجيبك عن أسئلتك، فقف له احتراماً وارفع له القبعة، أما وإن استعان بصديقٍ أو سكرتير أو طلب حذف سؤالين أو حاول تغيير دفة الحديث إلى وجهةٍ أخرى فلا تتردد في أن تطلب منه مراجعة نفسه مع موظفيه ! سور الصين العظيم إحدى عجائب الدنيا السبع، طوله يمتد لأكثر من ستة آلاف وأربعمائة كيلو متر. وقد بُني في الأصل من الطين والحجارة لكي يحمي الحدود الشمالية لامبراطورية الصين من هجمات الأعداء، بُني السور قويَّاً ومرتفعاً بالقدر الذي يمنع جنود العدو من تسلقه، ومع ذلك فإن هذا البناء لم يستطع حماية الإمبراطورية من الغزاة رغم وجود أكثر من مليون حارس يحرسونه، ففي كل مرة كانت هنا كجيوش متعاقبة تَعبر هذا الحصن المنيع وتُهاجم الامبراطورية في عقر دارها، فما الذي حدث إذاً ؟!! يكمن السر في هذا هو أن الحكام وجهوا اهتماماتهم لحماية أوطانهم إلى الطين والحجارة ليبنوا هذا السور العظيم، وتجاهلوا تماماً أحوال الحراس الذين كانوا في أشد حالات الإحباط لشعورهم بالوحدة والتعاسة بما في ذلك ضعف العلاقة بينهم وبين الحكام، وهذا ما أثَّر على نفسيات الحراس فصاروا يَقبلون الرشوة من الغزاة ويُسهِّلون لهم العبور إلى داخل الإمبراطورية بكل يسرٍ وسهولة. ومن هنا لم يستطع السور العظيم من أداء دوره كما خُطِط له، الحراس والطبقة التشغيلية في أي مؤسسة هم البُنية التحتية فلا ينبغي إهمالها والتقليل من دورهم في المحافظة على ممتلكات المؤسسة وأموالها وحتى على أرواح موظفيها ومنسوبيها. إنَّ غالب الشركات والمؤسسات نراها تُقوِّي علاقتها مع كبار موظفيها ومع ما يُسمَّى بالإدارة العليا والوسطى وبمنافسيهم في السوق. أما شاغلو الوظائف التنفيذية والخدمية المباشرة فغالباً ما يجدون التهميش وعدم مشاركتهم في القرارات التي تتعلق بمنتوجات الشركة وبمصيرهم فيها ! إن أي مدير شركة وصاحب مؤسسة عليه أن يضع في جدوله وقتاً للاهتمام بموظفي الإدارة التنفيذية، فإن فيهم من لديه مهارات وقدرات تفوق نفعاً على أفكار شاغلي الوظائف العليا، فقط (التفتوا إليهم وامنحوهم اهتمامكم). (عواطف البحر) كاتبة تملك من الذكاء والمقدرة ما يجعلها تُدير مكتباً بأكمله، كانت مع زميلتها / خلود جاوى المُساند لي - بعد المولى - في إنجاز الكثير من الأعمال الإدارية. ففي فترة عملي كمديرة لإدارة الإشراف التربوي بالمنطقة الشرقية فتحتُ - كغيري من القيادات التعليمية - المجال للتطوير والإبداع وبتفويضٍ كبير ، فاستطاعت الأخت عواطف أن تؤلف كتاباً بعنوان (الخطوات الناجحة للأداء المتميز في إدارة المكاتب والأعمال المكتبية) انتفع به من في قطاع التعليم بالشرقية. ومازالت كلماتها الإهدائية التي تصدرت الكتاب تشعُ ضياءً أعتزُّ به كثيراً فقد قالت : (معكِ كان لا مستحيل للنجاح والإبداع والتميز ) !! ومن هذا الكتاب إلى آخر بعنوان (الانتماء والولاء الوظيفي) أعدته موظفة تناولت فيه الحديث عن (مهنة المستخدمة العاملة، وظيفتها، دورها، عملها، مسئولياتها، هندامها ... ) وطُبِع الكتاب وتم توزيعه أيضاً، ولكم أن تعرفوا صاحبته، إنها المستخدمة العاملة سارة المسلَّم (أم وحيد)! في الختام: كن قائداً ولا تكن مديراً منفذِّاً، وفي كلِّ صباح تذكر سور الصين العظيم وحارس إدارتك الموقرة !!.