×
محافظة حائل

«دعشنة المقالب» تقود إلى «السجن»... وربما «الغرامة»

صورة الخبر

(1) بعد مرور ستة أشهر على تعيينه قام الرئيس التنفيذي بتقييم دقيق لأسلوبه في التعامل مع الموظفين والذي كان يعتمد على الاحترام المتبادل والمودة والمكاشفة وإشراك الآخرين في صناعة القرار. تبين للرئيس أن هذا الأسلوب أُسيأ فهمه وتفسيره من قبل فئة صغيرة من الموظفين، فقد تصورت هذه الفئة أن هذا الاسلوب يدل على ضعف شخصية الرئيس وافتقاره الى الثقة بالنفس والتردد في اتخاذ القرار وعدم القدرة على فرض السيطرة والحزم. وقد أدى هذا إلى بعض من التسيب وعدم الانضباط من قبل هذه الفئة، وبالتالي تأثر الأداء والإنتاجية لديهم. كان يتزعم هذه الفئة أحد نوابه الذي تمادى كثيراً في تجاوزاته والصلاحيات الممنوحة له، ويبدو أنه كان يحاول إلغاء دور الرئيس وترسيخ الانطباع لدى العاملين بأنه هو من يمتلك القرار الأول والأخير في المؤسسة وأن وجود الرئيس شيء شكلي فقط. وكان كلما سأله الرئيس خلال الاجتماع الشهري عن انجازات الوحدات العاملة تحت امرته، أجاب النائب وبشيء من الاستخفاف: الأمور تسير حسب الخطة الموضوعة يا سيدي. (2) تذكر الرئيس مقولة أحد خبراء الإدارة أن هناك فئة من العاملين يتوقعون أن يكون الرئيس وقحاً وأن يصرخ فيهم حتى يؤدي كل منهم عمله ويحترم الأنظمة. هو لا يؤمن بهذا الأسلوب ولكن لكل معاملة مستحقوها كما قلنا في عنوان هذه المقالة. قام الرئيس برصد دقيق وموثق لتجاوزات نائبه وانضباطه الوظيفي، وبعد التشاور مع الإدارات المعنية للتأكد من سلامة قراره قام باستدعاء النائب وناوله كتاباً يبدو أن محتواه كان قاسياً جداً خاصة وأن نسخاً منه أرسلت الى رئيس مجلس الإدارة وأخرى الى وحدة الموارد البشرية لتحفظ في ملفه الشخصي، كما وطلب الرئيس التعامل مع أفراد تلك الفئة بنفس الأسلوب. وفي الاجتماع الشهري التالي كان أول من وقف أمام المجتمعين هو ذاك النائب ليقدم عرضاً وبالتفصيل عن أنشطة وحداته الادارية وإنجازاتها ولم يعد الى مقعده حتى سمح له بذلك. (3) يقول جيمس ك. فانفليت: عند تعاملك مع الناس ترى توجهاتك نحوهم تنعكس في سلوكهم وكأنك تنظر في المرآة. انتهى الاقتباس. وهذا ينطبق تماماً في محيط العمل. فأسلوب القائد الإداري على رأس العوامل المؤثرة في تشكيل سلوكيات العامل. فإذا كان هذا القائد لطيفاً فسيكون العاملون معه كذلك، وإذا كان يتعامل معهم باحترام فسيلاقي نفس المعاملة، هكذا تقول التجارب الميدانية. ولكن للقاعدة شواذ! ريتشارد تيمبلير يروي هذا الموقف: حين كنت مديراً عاماً، اعتمدت على أن أستخلص الافضل من الموظفين لدي من خلال حسن المعاملة واللطف معهم، لكن القليل منهم لم يستجب لهذه السياسة.. وكان علي ألا أكون لطيفا معهم حتى أدفعهم للتجاوب، فلكل معاملة مستحقوها. انتهى الاقتباس. ما رأيك سيدي القارئ؟ هل مررت بتجربة مماثلة في حياتك العملية؟.