كونوا خير سفراء لبلادكم. هذه العبارة تقدم لجميع المسافرين من البلد نحو العالم. سواء لغرض الدراسة أو العمل أو التجارة أو السياحة و"الوناسة وفلة الحجَاج"! عندما كنا صغارا في السن، كنا نعدها من العبارات الإنشائية المملة عديمة الجدوى "كلام في الهوا"، لكنك تكتشف بالفعل أنك سفير لبلدك، بل قد تترك صورة انطباعية لا يقوى على رسمها طاقم السفارة الرسمي، ولا يستطيعون محوها إن كانت سلبية، مهما قالوا وفعلوا وبذلوا ودفعوا الأموال وأقاموا المعارض واللقاءات والندوات! لفت نظري خلال السنوات القليلة الماضية، أخ "تركي" يتولى الدفاع عن تركيا وسط المجتمع السعودي والخليجي. لا يهدأ ليلا ولا نهارا. عرفته حينما رد على مقال كنت وجهته إلى رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، طالبته خلال المقال بفتح ملف الدراما التركية التي قدمت صورة مغلوطة عن المجتمع التركي على أنه مجتمع لا أخلاقي، وأن يتبنى وضع ميثاق شرف تلتزم به مؤسسات الإنتاج الفني والدرامي في تركيا. فوجئت في اليوم نفسه بشخص يدعى "طه كينتش"، يتواصل معي بالعربية -عرفت أنه يجيدها تحدثا وكتابة بشكل لافت- يرد علي ويؤكد أن المقال سيأخذ الاهتمام المستحق. أثار فضولي هذا التركي. تتبعت أخباره. وجدته كالأخطبوط. له شعبية واسعة. أذرعته ممتدة في كل مكان في الخليج. لا همّ له سوى صورة تركيا. تجده حاملا لواء الدفاع عن بلده هنا. مبرزا وجهها المشرق هناك. متصديا للدفاع عنها في هذا المكان. موجها الدعوة إلى زيارة بلده في مكان آخر. فإن كانت كثير من العائلات الخليجية قصدت تركيا خلال السنوات الماضية بسبب ترويج المسلسلات التركية؛ فأنا لا أبالغ إن قلت إن نسبة أخرى ليست بالقليلة ذهبت هناك لأجل "طه التركي"! كان وزارة إعلام متنقلة. كان هيئة سياحة مذهلة! في الحادثة الأخيرة للعائلة السعودية في مطار إسطنبول، دافع عن بلده أكثر مما فعلت الخارجية التركية والإعلام التركي. الرجال آلة إعلامية جبّارة بالفعل! هذا هو الحب الحقيقي للوطن. أن تدافع عن بلدك دون أن تنتظر رد الثناء، ودون أن تنتظر المقابل. أن تفعل بدافع شخصي بحت. لك أن تسأل نفسك الآن: هل فعلت شيئا لأجل وطنك!