مؤشرات الجريمة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية يجب أن نضع تحتها خطين !! واؤكد أن تلك النسبة ليست طبيعية، كما أن مرتبة المملكة في سلم الجرائم العالمية، أيضاً ليست طبيعية !! وذلك يعود لأسباب عديدة، أهمها أن هذا الوطن قد منَّ الله عليه بالأمن والأمان، يرجع الفضل لله سبحانه ثم للحرص الشديد من قائد وموجه الأمن الداخلي للمملكة، وزير الداخلية، وجهود رجال الأمن الكبيرة والمشهودة، والتماسك القوي بين مواطنيه والتوحد رغم تعدد قبائله، وتنوع أُسره!! كما قال نبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم(( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )) (أخرجه البخاري). وطن دستوره الإسلام، وحكمه شرع الله! ومواطن ملتفاً حول قيادته، محباً لوطنه، مترعرعاً في أرض الحرمين الشريفين !! تلك أسباب قوية لجعلنا نقول إن تلك النسبة من الجرائم ليست طبيعية !! بل عالية وعالية جداً!! بالنظر لخصوصية المجتمع السعودي !! إذن فماهي الحلول الفاعلة في تقليل نسبة الجريمة إلي أقل مستوى لها؟!! وخاصة إذا ماعرفنا القاعدة الريئسية: ( لا يخلو ولن يخلو أي بلد في العالم من الجريمة إطلاقاً ) بل من الطبيعي أن تكون هناك نسبة من الجرائم، حتى ولو كانت المدينة الفاضلة التي كان يدعوا إليها الفيلسوف المشهور “أفلاطون”، وهى مدينة تمنى أن يحكمها الفلاسفة وحدهم، وذلك ظنا منه أنهم لحكمتهم سوف يجعلون كل شىء فى هذه المدينة معياريا يتم تطبيقه بحرفية تامة، وبناء عليه ستكون فاضلة!! أحلام فيلسوف!! فالجريمة لا يمكن منعها أبداً ولكن يمكن مكافحتها والتقليل منها، بل والحد من إرتفاع نسبتها في المجتمع !! وعليه؛ فقد نتفق جميعاً ونعترف بعدم خلو أي مجتمع من الجريمة، بناءً على التعايش الإنساني، والتفاعل السكاني، واختلاف العادات والتقاليد، وتنوع أساليب الحياة، وتأثير عوامل أخرى في حياة الناس، كالدين، والتربية، والتعليم، وكذلك المكان، والزمان، بمعنى دخول أسباب ومسببات لإنتشار الجرائم وتنوعها، منها؛ الإنفتاح الرهيب لوسائل الإعلام الخطيرة في عرضها وفي سردها، وفي تلميحها، وفي تصريحها!! وكذلك إنفجار براكين مواقع التواصل الاجتماعي وما حمله من أخطار وما يحمله من مفاجآت !! لكن رغم كل ذلك فيجب أن تعزف وزارة الداخلية على الوتر الحساس والمؤثر في كبح جماح الجريمة بكل أنواعها، من خلال الوصفة الذهبية ( الوقاية من الجريمة) وهي عبارة عن طرق وأساليب، وتدابير وبرامج عملية ميدانية، تعتمد المناهج والطرق، والتقنيات العلمية الحديثة، المستخلصة من الدراسات الميدانية للعلوم الأمنية بكل دول العالم !! وعليه؛ فإن هناك عامل مؤثر جداً في الحد من الجريمة، والتقليل منها، وهو: التركيز على مايسمى بالشرطة المجتمعية!! بمعنى أن يكون كل مواطن وكما قال وزير الداخلية السعودي الراحل الصقر نايف بن عبدالعزيز رحمه الله :(المواطن السعودي هو رجل الأمن الأول) !! وعليه فيجب أن تتفهم الأجهزة الأمنية هذا الواقع، وتستفيد من أسلوب التعامل مع المواطن في الوقاية من الجريمة قبل وقوعها!! فيكون المواطن عين وأذن أجهزة الأمن، في تحقيق الأمن في المجتمع السعودي، من خلال إتاحة الفرصة له، وحثه للتعاون المباشر، والفعّال، مع الأجهزة الأمنية!! ودمت ياوطني بعز وإيمان .. ترفل في أمن وآمان .. الرياض Drsaeed1000@hotmail.com Twitter:@drsaeed1000