احتشد طالبو لجوء من العراق في وسط هلسنكي أمس (الإثنين) ووقعوا عريضة ضد خطط فنلندا ترحيلهم، مؤكدين أن بلادهم ليست آمنة. وبعد توافد اللاجئين، ردّت الحكومة بتعليق البت في طلبات لجوء العراقيين والصوماليين، مشيرة إلى أنها ستشدّد القواعد العامة لمنح حق اللجوء على أراضيها، بعد إعادة تقييم الوضع الأمني في البلدين. وبدأت هلسنكي التفاوض في شان ابرام اتفاق مع العراق لترحيل طالبي اللجوء الذين "لا توجد خشية حقيقية على سلامتهم أو من تعرضهم إلى الاضطهاد"، من الذين "وفدوا إلى فنلندا لأسباب اقتصادية وسعياً لتحسين مستوى حياتهم". ووقع أكثر من 300 طالب لجوء عراقي عريضة رفعوها إلى الحكومة الفنلندية منتقدين خططها، في حين تجمع نحو 50 منهم في وسط هلسنكي حاملين لافتات كتب عليها «بغداد ليست آمنة لا ترحلوا العراقيين». وقال سعد (37 عاماً) من بغداد إنّه ترك العراق العام 2006، بعد مقتل شقيقه في أعمال عنف طائفية، مشيراً إلى أن السويد رحلته إلى العراق العام 2010، بعدما وقعت ستوكهولم اتفاقاً مماثلاً للذي تنوي فنلندا توقيعه مع الحكومة العراقية. وأضاف أن السلطات في بغداد اتهمته حينها بأنه «إرهابي» واعتقلته في معسكر، حيث تعرض إلى الضرب، ثم منع من السكن في شقة وبات بلا مأوى، لأنه من الجزء الغير موالي للسلطات من العاصمة. وذكر في مؤتمر صحافي: «تعهدت الحكومة العراقية امننا، لكننا لسنا آمنين، إذا ما تم ترحيلي من جديد إلى العراق سينتهي بي الأمر في السجن». ويتوقع أن يصل نحو 50 ألف طالب لجوء إلى فنلندا العام الحالي، بعدما كان العدد 3600 العام 2014. وتدفق مئات الآلاف من طالبي اللجوء إلى أوروبا هذا العام من مناطق تجتاحها النزاعات ويسودها الفقر في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا ووصل بعضهم إلى فنلندا التي تقع في أقصى شمال أوروبا حتى إن فنلندا التي تقع في اقصى شمال أوروبا باتت المحطة النهائية في رحلة نحو 21 ألف لاجئ معظمهم من العراق. وقام اللاجئون العراقيون برحلة طويلة غير مباشرة عبر وسط أوروبا والسويد، للوصول إلى الحدود الفنلندية على مقربة من الدائرة القطبية الشمالية، بعدما شجعتهم معايير الهجرة الفنلندية المرنة نسبياً بالإضافة إلى وجود جالية عراقية هناك.