باراك أوباما لم يعلن الحرب على أي بلد في خطابه في الجمعية العامة والاجتماعات الثنائية والعامة اللاحقة، وإنما قال «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة، بما في ذلك روسيا وإيران لحل النزاع» في سورية. وهو في اجتماعه مع رئيس وزراء العراق حيدر العبادي دعا إلى بناء «شراكة مع الجماعات الإسلامية... أساسها الثقة والتعاون لحماية أبنائهم من الراديكالية، وهذا ليس عمل الحكومات فقط بل عمل الجميع لبناء مجتمعات تنبذ العداء للمسلمين والتحامل عليهم». هذا الكلام، وأراه كلاماً فقط لأن أوباما في سبع سنوات في البيت الأبيض أثبت أنه ليس محارباً، أثار عليه حملة من عصابة الحرب والشر لم تتوقف حتى اليوم، وهو اتهمَ بأنه عرض ضعف أميركا من على منصّة الأمم المتحدة، وأن سياسته الخارجية أوهام. هم يريدون منه أن يتبع جورج بوش الابن ويسلم السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط لعصابة المحافظين الجدد أملاً بقتل مليون عربي ومسلم آخر. عندي أسباب لاعتبار السياسة الخارجية لأوباما فاشلة إلا أنه بقي صادقاً مع ما أعلن خلال حملته الانتخابية، فهو رأى جورج بوش الابن على شكل «كاوبوي» أحمق ووعد بإنهاء حروبه الخارجية وفعل، ويبقى أن ينفذ وعده إغلاق معتقل غوانتانامو. هذا لا يناسب عصابة الحرب والشر، فأقرأ في مواقعهم الإرهابية «حان وقت طرد منظمة التحرير الفلسطينية من إسرائيل». فلسطين تاريخ وإسرائيل خدعة أو بدعة، ويجب طرد اليهود الأشكناز من فلسطين، فإذا كان هناك يهود شرقيون يبقون تحت حكم أهل البلد الوحيدين. أو هم يتحدثون عن زيادة «الإرهاب الفلسطيني». لا إرهاب في فلسطين المحتلة سوى إرهاب حكومة نازية جديدة تقتل وتدمر وتكذب على العالم كله. الفلسطينيون يمثلون حركة تحرر وطني ضد احتلال مجرم، وجيش الاحتلال جريمة يومية اسمها «جيش الدفاع». في المقابل هناك يهود طلاب سلام يدافعون عن حقوق الفلسطينيين، وأقرأ عن معلمة عبرية في مدرسة ليمير اليهودية ببلدة درام في ولاية نورث كارولينا. مشكلة المعلمة تال ماتالون أنها إسرائيلية رفضت الخدمة في ما وصفته بأنه جيش الاحتلال، وهاجرت إلى الولايات المتحدة. هي طالبة سلام تستحق وساماً، ومثلها «الجمعية اليهودية لمساعدة المهاجرين» فهي تضم يهوداً من طلاب السلام يؤيدهم لوبي ج ستريت المعتدل، ما يعني أن يُتهموا جميعاً بالعداء لإسرائيل. هم يهود لا يعادون يهود إسرائيل وإنما يعادون حكومة مستوطنين نازية جديدة تمارس سياسة تفرقة عنصرية (ابارتهيد) ضد أهل فلسطين. رأيي في إسرائيل، كمواطن عربي، رأي العالم كله. أحياناً يكاد كذب عصابة الحرب والشر أن يكون مضحكاً لولا أن الموضوع حرية شعب وحياته في بلده. قرأت أن فرهد جبار خليل محمد دخل مركز شرطة في أستراليا وأطلق النار على موظف وأصابه. عندما بحثت وجدت أن فرهد هذا في الخامسة عشرة من عمره، ومن أصول عراقية وإيرانية. هو مختل العقل خرج من مركز الشرطة ملوّحاً بمسدسه ومفاخراً، ما لا يفعله مجرم حرب إسرائيلي يقتل طفلاً فلسطينياً على حاجز أمام الناس ثم يدّعي البراءة. أمس ارتفع علم فلسطين في الأمم المتحدة وغداً، إن شاء ربٌ كريم، دولة فلسطين.