أكثر من التركيز على إلحاق الضرر بالمجلس الحالي للاتحاد البحريني لكرة القدم، أو حتى الاساءة لأعضائه، يتوجب أن يركز الجميع على قيمة ومكانة المؤسسة الكروية البحرينية، كونها هي التي تظل معنية بأي قرار مفصلي وبأي تداعيات، وبالتالي الضرورة بالمحافظة على هيبتها وهويتها، وأن لا تكون في اي يوم من الأيام، هشّة ضعيفة، تتأثر بأية تداعيات عاطفية، ان كان مع المجلس الحالي، او حتى مجالس ادارية أخرى من السهل ان تعيش نفس الظروف، وأيضا تطالب بالترجل عن مقاعدها والاستقالة.! لا خلاف ولا جدال حول الضرورة في المساءلة والتقييم من الوقت الى الآخر، كونها أحد الوسائل العلمية الهامة للتعديل من أي أخطاء، او حتى لاشعار المجلس بالنصح والارشاد، خاصة عندما نتحدث عن مجالس تطوعية لا يمكن أن تطالب بأكثر ما يمكن أن تطالب بالابتعاد عن أخطاء، تظل معرضة ان تقع فيها حتى كبرى المؤسسات، لكن يظل من الهام جدا، الايمان والاقتناع في المحافظة على هوية وقيمة ومكانة الكيان، ذلك أن أي إقالة او استقالة، من التلقائي جدًا أن تحدث من الشرخ والأثر ما يمكن، أن تنسحب بتداعياتها، ليس في حدود المجلس الاداري الاخر وفقط، والمؤسسة الكروية، بل وأيضاً مؤسسات أخرى تعمل في نفس الاطار، وترتبط باسمها مع الهدوء الذي يتصف به الكيان الأكبر واسم المملكة.! إن انسحاب أي قرار عاطفي أو عشوائي، في مثل هذه التداعيات التي تعيشها كرة القدم البحرينية، لا يمكن بعدها حصر الأضرار والسلبيات، فحتى المجلس الاداري الجديد، اذا ما اقتنع وغامر وتولى المهمة الإكمالية في نفس الظروف، من شانه أن يعاني من الضرر، وينقاد الى ذات السلبيات، خاصة في ظل الحديث عن هيبة مجروحة للمؤسسة وتناقص في القيمة والمكانة من شأنها تلقائيا ان تنسحب على كافة التفاصيل والأحداث.! ان الاعتقاد بفقدان أي مجلس لأهليتة والثقة به من متابعيه وأعضاءه ومشرعيه، حتى وإن كان، يفترض أن يتم حصره في حدود ضيقه من الأضرار، لا أن يتم تعميمه على كافة الأجزاء، ومن الواقع أن نقول أن القيمة والمكانة والاتزان التي تتصف بها مملكة البحرين في سائر تعاطيها مع الأحداث داخلها وخارجها، وما ينعكس من وقع ذلك بالإيجاب على باقي المؤسسات، هو ذات المشهد والصورة التي يتوجب أن تحضر الآن، وأن يسارع الجميع في تغليب لغة عقل ومنطق واتزان، مثلما تعودناها من أصحاب الحكمة والرؤية المستقبلية والرأي السديد على الدوام.!