تبحث المواجهات المشتعلة في الضفة الغربية وعمليات الطعن المتسارعة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال التي يقودها الشبان الفلسطينيون بشكل فردي عن حاضنة رسمية لإعلان الانتفاضة الثالثة في حين تراوح الفصائل مكانها بالصمت أو المباركة دون تبني حقيقي أو تقدم لقيادة المرحلة. وتظهر الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين المنخرطين بقوة في المواجهات بالإضافة إلى الشهداء منفذي عمليات الطعن صغر سنهم ومسؤوليتهم المباشرة عن مقاومتهم دون مرجعية فصائلية او مسؤولية منظمة، بحيث تنتصر الفردية الفلسطينية في مقاومتها على القيود الفصائلية وحساباتها المختلفة التي تؤجل قرارها بشأن الانتفاضة الثالثة الجارية لغاية الآن. تبنٍ رسمي ومع تطور الأحداث وتحول الضفة الغربية إلى ساحة مواجهات حامية الوطيس تموج على صفيح ساخن ترتفع معه درجة غليان الدماء مع كل شهيد يسقط ومع كل عملية اعدام ميدانية ينفذها جنود الاحتلال ومستوطنوه بحق الفلسطينيين ممن ينفذون عمليات الطعن وآخرين مسالمين يعدمون أيضا بذريعة الاشتباه بمحاولتهم القيام بعمليات طعن او ممن يدافعون عن انفسهم حين يتعرضون لاعتداء من قبل المستوطنين كما حصل في جرائم عديدة من بينها جريمة اعدام فادي علون من القدس المحتلة وإسراء عابد من العفولة وشروق صالح دويات في القدس وغيرهم، مع كل هذه التطورات تبحث الانتفاضة الثالثة عن تبن فلسطيني رسمي لها وسط مطالبات ودعوات بالإسراع في الإعلان عن قيادة عامة وموحدة لهذه الانتفاضة لتوجيهها وقطع الطريق على محاولات الاحتلال الاستفراد بالشباب الفلسطيني المنتفض. وفي ذات السياق دعا عضو مركزية فتح سلطان ابو العينين إلى تشكيل هيئات قيادية ميدانية في كافة مواقع المواجهات مع العدو الإسرائيلي، مرجعاً ذلك بالقول حتى نستطيع ان نضع خبرتنا للشباب ليكونوا مدافعين عن ارضنا ومقدساتنا دفاعاً إيجابياً مثمراً مؤلماً للعدو، في حين دعا الناطق الإعلامي لحركة المقاومة الشعبية خالد الازبط كل الفصائل إلى الخروج والإعلان عن الانتفاضة الثالثة بشكل مباشر والتحرك وفق منهجية مشتركة وصولا للانتصار على الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق امال وطموحات الشعب الفلسطيني. تخوفات القيادة ويرى المراقبون ان تردد الفصائل والقيادة الفلسطينية في التقدم لتبني الانتفاضة وقيادتها يعود للتخوف من ان يتسبب ذلك في رد اسرائيل بالاجتياح على غرار انتفاضة الأقصى او تكرار سيناريو العدوان لثلاث مرات على غزة، مرة اخرى في غزة والضفة في آن، الأمر الذي سيحول الانتفاضة الشعبية إلى مسلحة يصعب بعدها السيطرة على الأمور، وهو ما يحاول الجميع تأجيل وقوعه الا اذا استنفدت كافة الخيارات الاخرى. من جهتها، ترى المحللة السياسية سهير جميل في حديثها لـالبيان أن تبني الفصائل للانتفاضة وتشكيل اطار موحد لقيادتها امر في غاية الأهمية في هذه المرحلة. وقالت ان السيطرة على الهبة الجماهيرية الجارية التي يقوم بها الجيل الفلسطيني الجديد لتوجيهها وحمايتها والحفاظ عليها شعبية وغير مسلحة أو مسلحة بحسب ما تتطلبه الأمور تتم من خلال تبنيها وقيادتها وليس باستمرار الصمت أو التفكير بوقفها، مضيفة أن هؤلاء الشبان بحاجة إلى من يقودهم لا من يقف في وجههم او يصمت ويترك لهم الميدان. نفير عام أشارت المحللة السياسية سهير جميل إلى أن الفصائل متأخرة خطوة عن هؤلاء الشبان. ورأت أنه كان من الأجدر أن تعلن الفصائل النفير العام ويلحق بركابها هؤلاء الشبان على اعتبار أنها تمثل قيادة الشعب الفلسطيني، ولكن هؤلاء الشبان كانوا أعظم من قيادتهم، فليس أقل الآن من أن تتبنى الفصائل الانتفاضة رسمياً وتقودها لحمايتها وضمان تحقيق أهدافها، لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني والقضية والمشروع الوطني.