×
محافظة المنطقة الشرقية

الحدة والتطرف العربي الاسلامي.. والمآلات

صورة الخبر

خلال الأسابيع الماضية شن الإعلام الغربي حملة ضد المملكة، حيث تم الحديث عن ضرورة إيقاف الحرب في اليمن بالإضافة الى ذلك تم الحديث عن حقوق الإنسان، وتتزامن تلك الحملات مع قيام تظاهرات ضد الإسلام في عدد من الدول الغربية، والحملات السابقة لا تعطي انطباعا دقيقا عن المملكة كونها أكثر دولة حريصة على إيقاف الحرب في اليمن بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 الذي يتم تجاهل الحديث عنه، بينما اتهامات حقوق الإنسان لم تمنع الغرب من توقيع الاتفاق النووي مع إيران بالرغم من أن سجلها سيئ، واحتلت أسوأ خامس دولة للحياة في العالم العام الماضي. شخصياً أرى أنه لا يجب أن نعزل الحملات السابقة عن بعضها البعض، صحيح أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنصف السعودية في حديثه لقناة البي بي سي الرابعة وهذا أمر جيد ولكن يجب أن نقوم بعملنا في إيضاح أدوارنا للعالم وعلينا إعادة التموضع إعلامياً وثقافيا بشكل عاجل. للإنصاف أقول إن جهود المملكة ضخمة عالميا وتتطلب جهودا إعلامية ترتقي لتلك الجهود، فالسعودية قدمت منحا بأكثر من 100 مليار دولار وساهمت في تأسيس مركز لمكافحة الإرهاب وآخر لتعزيز الحوار بين الثقافات، وأكثر من 200 مركز إسلامي و44 كرسيا بحثيا حول العالم لذلك لا بد من حصر الجهات الدولية التي أسستها أو ساهمت في تأسيسها المملكة ومن ثم إعداد استراتيجية إعلامية واضحة تأخذ بعين الاعتبار المحتوى والشرائح والرسائل المستهدفة لرسم صورة ذهنية تحاكي المنجزات. ومن ناحية أخرى لا بد من جهود ثقافية تسير بالتوازي مع الجهود الإعلامية ويمكن العمل على مسارين: ويتمثل الأول في التعريف بثقافة المملكة وتراثها وأبرز إنجازاتها، ويمكن استثمار وجود عشرات الآلاف من الطلبة السعوديين حول العالم لتنظيم مثل هذه الفعاليات في الجامعات بالتعاون مع كليات اللغات والترجمة وكذلك كليات الإعلام والاتصال في الجامعات السعودية لإعداد محتوى يحاكي ثقافة تلك الشعوب، ومن جهة أخرى لا بد من دعم الجماعات الإسلامية في الغرب وحول العالم إعلامياً لإبراز سماحة الإسلام، وأن تكون هي مصدر المعلومات عن الإسلام والمسلمين وليس تجار الحروب والإرهابيين. كل ذلك سيتطلب بالضرورة تطوير دور جديد لرابطة العالم الإسلامي لاسيما وأن لديها 21 هيئة تعمل لصالحها فضلا عن مراكزها الخارجية ومكاتبها والتي يبلغ إجمالي عددها 52 مكتبا ومركزاً حول العالم يمكن توظيفها للتعريف بالإسلام وإبعاد محاولات الإساءة المتكررة بخطوات استباقية. تمر المنطقة بظروف صعبة وتبذل المملكة جهودا ضخمة في سبيل استقرار العالم العربي ولابد من إبراز تلك الأعمال في سبيل رسم صورة ذهنية للعالم توازي تلك الجهود.