من واجبنا جميعاً أن نشكر رجال الأمن في بلادنا، خصوصاً بعد ذلك الإنجاز الكبير والمميز عندما اكتشفوا المصنع الإجرامي، الذي كان يُشرف عليه ياسر البرازي، و«رفيقته» ليدي جوي. لقد كان رجال الأمن على درجة عالية من المهنية والكفاءة، حيث قبضوا على المجرم قبل أن يقوم بتفجير المنزل السكني، الذي حوّله بقدراته الإجرامية إلى مصنع للأحزمة الناسفة. لقد فخَّخ الإرهابي ياسر البرازي المنزل من الداخل، والخارج بمواد شديدة الانفجار تحسباً للحظة القبض عليه، التي كان يريدها مذبحة كبرى، تفتك بجيرانه من سكان حي الفيحاء في الرياض، لكن رجالنا استطاعوا أن يفوِّتوا عليه هذه الرغبة «المحمومة» المجنونة، حيث قبضوا عليه، وعطّلوا عمل تلك القنابل قبل أن تنفجر، وقبل أن تدمِّر ما حولها. إنه إنجاز كبير يستحق عليه هؤلاء الأبطال كل أوسمة الشجاعة والبطولة، وكل المكافآت المادية والمعنوية. إلا أن التعبير عن الشكر والامتنان لا يكفي في مثل حالنا هذه الأيام، كحال الضيف الذي يشكر مَنْ أكرموه، فنحن لسنا ضيوفاً، ولأن إنشاء مصانع أخرى كثيرة على غرار مصنع البرازي، في تصوري، ليس بالأمر الصعب على هؤلاء الإرهابيين، ومَنْ يدعمهم في الداخل والخارج، فكل ما يحتاجونه هو أن يستأجروا بيتاً منعزلاً بعيداً عن الأنظار، وأن يشتروا المواد التي سيستخدمونها من السوق، فهي مواد «مباحة» أصلاً، لكنهم يقومون بمعالجتها كيميائياً، وتحويلها إلى مواد متفجرة وقاتلة. نعم، إن الحالة الأمنية مازالت في دائرة الخطر، لهذا لابد أن نعرف، حقاً وصدقاً، أن شكر رجال الأمن لا يكفي. هناك كلمة مازلنا نحفظها عن الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما قال: «المواطن هو رجل الأمن الأول». هذه الكلمة ينبغي أن نتخذها شعاراً، نطبقها ونعمل بها، وهذا الأمر أقل ما يجب علينا بصفتنا مواطنين لنشكر رجال الأمن في بلدنا، الذين يسهرون لحفظ البلد بينما ننام ملء عيوننا. إنه من واجبنا جميعاً أن نُبقي عيوننا مفتوحة. إنه من واجبك الشخصي أن تبلِّغ الجهات الأمنية عن كل حركة مريبة تحدث في الحي الذي تسكن فيه، كل تصرف غير معتاد يحتاج إلى وقفة، وإلى تساؤل، كل سيارة تُوقف في الحي الذي تسكن فيه لمدة أيام دون أن تتحرك، هي حالة جديرة بالتحقق حتى يتبيَّن صاحبها، ولماذا تركها بهذه الصورة؟ هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لوطننا في زمن نرى المجرمين الأعداء من الجماعات الإرهابية، والدول المعادية، يكيدون له، ويستهدفونه، ويسعون إلى إلحاق الضرر به. خاتمة: هناك أناس من أبناء وطننا، من أصحاب القلوب الطيبة، ممَّن تكون أحلامهم دائماً وردية، لا يطيقون حالة الحرب، ولا يتحدثون إلا عن الحب والسلام والتجاوز، حسناً.. لا بأس يا صديقي.. احلم، لكن أبقِ عينيك معنا مفتوحتين.