يرى المقدسيون في البوابات الإلكترونية التي ركبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عند عدد من مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، مثل باب الخليل وباب الجديد وباب السلسلة وباب الحديد وعلى مدخل شارع الواد، محاولةً منها لإحكاما قبضتها الأمنية على المسجد الأقصىالمبارك وإنهاء الاعتكاففيه وشل ما تبقى من حركة تجارية داخل أسوار البلدة القديمة، فيما يقلل البعضمن أهمية تلك البوابات مؤكدين أنها ليست ذات جدوى. واعتبر المقدسي أبو أيمنالبوابات الإلكترونية "إجراء تعسفيا إضافيا بحق المقدسيين للتنغيص عليهم"، مضيفا أن سلطات الاحتلال تعمدت نصب بوابةعندمدخل شارع الوادلأنها تسعى لتحويله إلى شارع يمر منه اليهود فقط، و"نلمس تفريغ هذا الشارع تدريجيا إذ لم يتمكن التجار في شارع الواد من فتح أبواب محالهم منذ أيام، ورغم كل ما نتعرض له من محاولات لتهجيرنا قسرا من مدينتنا، فإننا سنصمد حتى آخر لحظة ولن يتوانى المقدسيون في الدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم". جانبمن مظاهر الحياة في منطقةباب العمود في البلدة القديمة(الجزيرة) وقال التاجر المقدسي "م. أ" إن هذه البوابات "ستقضي على الحركة الشرائية داخل أسوار البلدة القديمة تماما، فتفتيش الشخص وحاجياته قبيل دخول السوق إجراء غير مريح، لذا ستتردد السيدات بالتحديد في التوجه لمحالنا التجارية، ونحن نعتمد على تسوقهن بشكل أساسي". وأضاف "أنا صامد حتى الآن رغم كل ما نتعرض له من تضييق، لكنني أخشى ألا أتمكن من الصمود طويلا، يكفي أننا معرضون للخطر ونأتي لمصدر رزقنا ونحن نعلم أننا قد نكون الاسم القادم في الأخبار العاجلة على وسائل الإعلام". أما المقدسي باسم، فقلل من أهمية تركيب هذه البوابات "لأنها نُصبت في منطقة مفتوحة والبلدة القديمة تحتوي على مئات الطرق والأزقة الضيقة التي تصل بعضها ببعض، وتركيب البوابات في هذا المكان أو ذاك لن يمنع المقدسي من المرور والوصول إلى أية نقطة يريدها". وتابع "يريدون الكشف عن المعادن والأسلحة من خلال هذه البوابات، ويعلمون أن عشرات آلاف المقدسيين يسكنون داخل البلدة القديمة، ومن الطبيعي أن يحملوا السكاكين وغيرها من الأدوات الحادة التي يستعملها العمال في عملهم، فكيف ستتعامل الشرطة مع هؤلاء؟ هل سيُمنعون من إدخال حاجياتهم الشخصية لمنازلهم؟ هذه بالفعل مهزلة". جمال عمرو: الاحتلال لن يكتفي بتلك البوابات (الجزيرة) وأكد المقدسي أبو محمد أن كافة الإجراءات الأمنية الجديدة "لن تكون كفيلة بإعادة الهدوء للمدينة، فهم يتعاملون معنا كحقل تجارب ويتفننون في اختراع وسائل لقمعنا وللتضييق علينا، ومع ذلك لن تلجم هذه البوابات الهبّة الشعبية في القدس لأن الضغط يولد الانفجار". بدوره قال الخبير في شؤون القدس جمال عمرو إنه لا يوجد مبرر لهذه البوابات لأن القدس القديمة ليست فندقا ولا مركزا تجاريا حتى يضعوا أجهزة فاحصة على مداخلها. الاحتلال لن يكتفي بما نصبه من بوابات، بل سيلجأ لتركيب أخرى على جميع مداخل البلدة القديمة، وفي المستقبل قد يضعها على مداخل بعض الأحياء بالقدس كبلدة العيسوية والطور وصور باهر وغيرها في حال نجاحها في البلدة القديمة. وأضاف عمرو للجزيرة نت "المجتمع الإسرائيلي منهار معنويا، ورغم نصب البوابات فإن الشرطة تلقت خلال يوم واحد 25 ألف بلاغ كاذب عن نية فلسطينيين تنفيذ عمليات طعن. كل شخص حكم في إسرائيل حمل في جعبته إجراءات غير مسبوقة بحق الفلسطينيين: إسحاق رابين حمل معه تكسير العظام وأرييل شارون المستوطنات، بينما جلب لنا بنيامين نتنياهو البوابات الإلكترونية، وتمزيق جلابيب النساء المحجبات وكشف أجسادهن، وقد نشهد في عهده تركيب بنادق إطلاق نار آلية يوما ما".