×
محافظة المنطقة الشرقية

بطولة العالم تحفز “قوى عمان”

صورة الخبر

كشفت العملية الأمنية الأخيرة التي عثرت خلالها قوات الشرطة على كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات وورش تصنيع القنابل، مدى عمق الإرهاب الإيراني وعدم نية هذه الدولة الجارة الالتزام بحدودها والتعامل في إطار من العلاقات الإنسانية بين الدول، فالعملية التي جعلتنا ننحني جميعا أمام قدرة الأمن البحريني ونحييه على يقظته، كشفت كذلك طائفية هذه الدولة، ودليلنا هنا هو فضيحة الأسلحة هنا في البحرين ومن قبل في اليمن، وهذا طبعا لنشر الموت والقتل والطائفية والإرهاب، بما يثبت لنا والعالم أن إيران دولة إرهابية بامتياز لا تجيد إلا الإرهاب صناعة وتصديراً وممارسة ونشر الطائفية والفتن في المنطقة. ويتضح هنا أن ملالي إيران لا يتورعون في محاولات بث الفتنة في دولنا بهدف زعزعة أمن المنطقة واستقرارها ووحدتها الوطنية، وأن هؤلاء لا يتورعون عن تحريض مؤسساتهم العسكرية والأمنية والاستخبارية في ارسال الأسلحة والذخائر لتدمير استقرارنا وبث الفرقة بين المواطنين وإشاعة الفوضي. وهنا نرى من واجبنا الإشادة بخطوة الخارجية البحرينية التي تعاملت مع الموقف بسرعة وقررت على الفور سحب سفيرنا لدى إيران ومطالبة القائم بالأعمال الإيراني في البحرين بمغادرة المنامة رداً على الأعمال العدوانية والتدخلات السافرة من جانب إيران تجاه المملكة. ولكم نتمنى أن تواصل البحرين هذا الضغط الدبلوماسي على إيران وألا تتخلى عن هذه الخطوة المهمة لحين توقف طهران تماماً عن التدخل في شؤون المملكة وممارساتها في سبيل خلق فتنة طائفية. ولعلنا نسترجع تصريحات وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة في أوائل الشهر الماضي حيث أعلن تأييد المنامة لعملية برية في اليمن بهدف القضاء على النفوذ الايراني هناك. ولم يفت وزير الخارجية الإشارة الى مقتل الشرطي البحريني بمتفجرات تم تهريبها من إيران، بالاضافة الى الكميات الضخمة من المتفجرات المهربة القادمة عبر الزوارق البحرية الإيرانية خصوصا التي ضبطت في يوليو الماضي وكانت كافية لـ إزالة مدينة المنامة من الوجود.. فهذه المتفجرات كانت شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر، وقد تزامن الكشف عنها، اعتقال 5 مواطنين للأسف تورطوا في عملية التهريب، وبعضهم تلقى تدريبات بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني. الأدلة كثيرة ومتعددة على الإرهاب الإيراني ليس في بلدنا فقط ولكن على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط ، كما لم يخل العالم من الإرهاب الإيراني أيضا، وسنورد بعض نماذج هذا الإرهاب فيما يلي: * ما صرح به علي أكبر ولايتي المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي بأن بلاده تعد رداً قاسياً لن يكون للسعودية فقط، بل لحلفائها وحماتها رداً على حادث منى أثناء موسم الحج.. ربما لم يفسر ولايتي تهديداته للسعودية والمنطقة، ولكن مضمون كلامه يوضح أنه يتوعدنا جميعا بإشعال الحرب في المنطقة، وحسب تفسيرات محللين إيرانيين - فإن طهران تعد العدة لتسخين عدة جبهات من عدن وحتى الشام، مع فتح جبهات جديدة ينكوي بنيرانها وخطورتها السعوديون. ما قاله وزير الخارجية الإيراني الأسبق وهذا الداهية السياسي مستشار خامنئي يؤكد ما تسرب من أحاديث من داخل الدولة الفارسية بأن الرد الإيراني على حادث منى قد يكون في شكل ضربات محدودة لبعض المواقع في العمق او الساحل السعودي او إغلاق مضيق هرمز بوجه الناقلات السعودية ـ فقط ـ او فرض حصار بحري على بعض موانئها.. وهنا قد نضطر أن نقتبس مما جاء بالمقالات الإيرانية لتوضيح مدى الحقد الإيراني على السعودية وشقيقاتها الخليجيات. وقال أحد الكتاب الإيرانيين :أما اذا تطور الموقف فهو حرب اقليمية، ستكون السعودية وشقيقاتها الخليجيات هي الخاسر الأكبر فيها.. والسبب الرئيس هو أن قوتها مجتمعة لا توازن القوة الإيرانية وأن حلفاءها الغربيين لن يستطيعوا تقديم الكثير لها، لأن الاضرار ستصلها بكل الأشكال. ويواصل المقال الحاقد في شرح أبعاد التهديد قائلا: والأهم من ذلك كله هو محدودية انتشار مواقع ومنشآت المنطقة، فالامارات مثلا - حليفة السعودية - لا تتجاوز أهدافها 5 - 6 هي الأساسية، وهكذا البحرين بما يجعل البلاد كلها تشل بالكامل، حتى السعودية فكل منشأتها الحيوية تتركز في 3 او 4 مناطق، أهمها على مدى حجر من إيران. * شهد الرئيس الإيراني حسن روحاني مظاهرات عارمة احتجاحاً على وجوده في نيويورك لالقاء كلمته في الجمعية العامة، وعمت هذه المظاهرات الشوارع المواجهة لمنظمة الأمم المتحدة، واحتشد المئات من الإيرانيين الأمريكيين الذين نجحوا في الهروب من ويلات التعذيب والقمع في بلادهم، ومعهم كذلك وفد من ائتلاف المعارضة السورية في مسيرة للتضامن مع المعارضين الإيرانيين، ورفعوا جميعا شعارات منددة بالإرهاب الإيراني في المنطقة وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول سوريا، وطالب المتظاهرون بطرد روحاني من الأمم المتحدة باعتباره لا يمثل الشعب الإيراني بل يمثل الملالي والأصولية التي تشكل تهديداً للعالم بأسره. ولم تخل هتافات المحتجين الإيرانيين عن هتافات منددة بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وحالات الاعتقال للمعارضين والصحافيين والأقليات الدينية هناك، مع إدانة تورط النظام الإيراني في قتل الأبرياء في العراق وسوريا واليمن. وبالتأكيد سمع الرئيس الإيراني هتافات البعض الإرهابي روحاني.. اخرج من الأمم المتحدة، وقولوا لروحاني لا والتغيير التغيير.. يجب تغيير النظام في إيران الآن.. والغريب في الأمر أن الرئيس الإيراني أبدى في كلمته أمام الجمعية العامة استعداد بلاده في إرساء الديمقراطية في سوريا واليمن، مما يؤكد عمق تدخل بلاده في هاتين الدولتين، ثم التساؤل الذي يفرضه هذا القول - أقصد ما ذكره روحاني - بأي حق يتحدث رئيس دولة أجنبية عن إرساء الديمقراطية في دولة أخرى ما لم يكن له اليد الطولي في إدارة هذه الدولة.. واعتقد أن هذا التساؤل لا يتطلب إجابة بقدر ما يحتاج لتفسير رسمي من طهران لما قاله رئيسها في نيويورك، وهو الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بأن إيران هي التي تحارب في سوريا واليمن ولبنان والعراق. * وضع الرئيس اليمني في كلمته المهمة أمام الجمعية العامة يده على نقاط عديدة تدل على الإرهاب اليمين في بلاده ودورها القذر في إدارة الحرب هناك وزعزعة الاستقرار في المنطقة باكملها، فأوضح للمجتمع الدولي بالوثائق تدخل إيران في اليمن بهدف عرقلة الانتقال السياسي في جهد دؤوب لفرض التجربة الإيرانية في اليمن، ما كان دعم إيران للحوثيين سوى مساندة في عملية انقلاب مسلح مكتملة الأركان في محاولة يائسة لفرض التجربة الإيرانية العقيمة.. فإيران تعرقل كل الإجراءات التي تقوم بها السلطة الشرعية عبر تدريب مليشيات الحوثي ومدهم بالأسلحة والأموال في جهد دؤوب لفرض التجربة الإيرانية في اليمن. * اعتراض قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن اعتراض سفينة إيرانية خلال الفترة الماضية في منطقة بحر العرب، وعلى متنها 14 إيرانياً، وأكثر من 100 قطعة من القذائف والصواريخ المضادة للدبابات، وأنظمة توجيه نيران، ومنصات إطلاق.. واعتقد أن هذه العملية الفاشلة تتطلب أيضا تفسيرا إيرانيا لنا نحن العرب الذين ندافع عن حق اليمنيين في اعادة الاستقرار لدولتهم بعدما غيبه الحوثيون المدعومون من إيران.. وبالمناسبة لم تكن هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تحبط فيها قوات التحالف أسلحة مهربة لليمن من إيران. * ونخرج بعيداً قليلاً عن حدود المنطقة لنصل الى حدود نيجيريا تلك الدولة الإفريقية التي لم تتركها إيران في حالها، حيث كشف الأمين العام للجماعة الإسلامية في نيجيريا داود عمران عن قيام إيران بتجنيد 3 آلاف شاب نيجري بهدف إلحاقهم بنظام الرئيس السوري بشار الأسد للقتال إلى جانبه.. هذا في الوقت الذي كشفت فيه السلطات النيجيرية عدة حملات من الأنشطة الإيرانية، منها تشييع عبر استغلال الفقر وحاجة المواطنين هناك الى مدارس، مع اقامة معسكرات تدريب مقاتلين نيجيريين لإرسالهم إلى سوريا. خطورة المقاتلين النيجيريين الذين تسعى طهران لإرسالهم لسوريا، تكمن في خضوعهم جميعا للتأهيل اللازم للانخراط في المعارك، بإشراف السفارة الإيرانية في العاصمة النيجيرية وبعض المدن الأخرى. ناهيك عن تمويل الدولة الفارسية مشروعات كثيرة تصل تكلفتها الى ملايين الدولارات لتشييع المسلمين في نيجيريا. ولعلنا نتساءل بعد كل ما سبق وما نراه من محاولات إيرانية حثيثة لزعزعة الاستقرار في المملكة، لماذا لا تضم البحرين صوتها الي أعضاء الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين، الذين ينوون طرح مشروع قانون يتيح استخدام الأرصدة الإيرانية المجمدة لدفع تعويضات للأمريكيين من ضحايا الإرهاب الإيراني قبل أن تتم إعادة مليارات الدولارات إلى طهران في إطار الاتفاق النووي. خصوصا أن عمليات الإرهاب الإيراني في البحرين ليست بالقليلة وضحاياها كثيرون، واعتقد أن مطالبة البحرين بمثل هذا القانون الذي يتحدث عنه الإمريكيون ستكون أمراً مناسباً حيال ما تبطنه إيران لنا، ولدى المنامة بالتأكيد سجلات ووثائق كافية لتقديمها للحكمة الجنائية الدولية، بما يضمن تعويض أسر الضحايا. كاتب ومحلل سياسي بحريني