في أعنف مواجهات منذ سنوات، قتل 6 من الشبان الفلسطينيين وأصيب نحو 80 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات أمس الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) قرب الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع في حين تشهد الضفة الغربية والقدس توترا. وقال الطبيب اشرف القدرة لوكالة فرانس برس: إن «عدد الشهداء ارتفع إلى 6 بعد استشهاد الشاب زياد نبيل شرف (20 عاما) برصاص قوات الاحتلال في المواجهات شرق منطقة الشجاعية» شرق مدينة غزة. وأوضح القدرة أن القتلى هم «الطفل محمد هشام الرقب (15 عاما) وعدنان موسى ابوعليان واحمد عبدالرحمن الهرباوي وشادي حسام دولة وعبدالوحيدي ونبيل شرف وجميعهم في العشرينات من أعمارهم». وقال إن «كل الإصابات التي أدت للاستشهاد كانت بالرصاص الحي مباشرة». وذكر أن ابوعليان والرقب قتلا في منطقة الفراحين الحدودية بخان يونس. وشيع آلاف الفلسطينيين في جنازات منفصلة كلا من الهرباوي ودولة والوحيدي حيث ردد بعض المتظاهرين هتافات تدعو إلى «الانتفاضة» ضد إسرائيل. وقال القدرة إن «نحو 80 مواطنا أصيب بجروح ونقلوا خصوصا إلى مستشفيي الشفاء بمدينة غزة وناصر بخان يونس لتلقي العلاج، ومن بينهم 10 حالات بين حرجة وخطرة نتيجة الإصابات المباشرة». وقال إن بين المصابين «11 جريحا تقل أعمارهم عن 18 عاما» مطالبا اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بـ»فضح جرائم الاحتلال ضد شعبنا الأعزل بعد تعمده القنص المباشر في الرأس والرقبة والصدر». من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم التي تديرها حماس في قطاع غزة ان «الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل المتظاهرين السلميين العزل شرق غزة باستخدام الرصاص المتفجر وإصابتهم في الأجزاء العلوية من جسمهم، ما يفسر العدد الكبير من الشهداء والجرحى خلال اقل من 4 ساعات». وبعد ظهر أمس، قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لوكالة فرانس برس ان نحو 200 فلسطيني اقتربوا من السياج الحدودي وقاموا بالقاء الحجارة على قوات الجيش. وقالت «ردت القوات بالموقع بإطلاق النار على المحرضين الرئيسيين لمنع تقدمهم وتفريق المشاغبين» مؤكدة «خمس اصابات» دون مزيد من التفاصيل. واندلعت مواجهات بين شبان وصبية فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي في أعقاب تظاهرة شارك فيها مئات الشبان «تضامنا مع القدس» ووصلت الى المنطقة الحدودية شرق غزة. وذكر شهود عيان أن المتظاهرين الغاضبين أشعلوا إطارات السيارات على الطريق القريب من الحدود مع اسرائيل ورشقوا الحجارة تجاه عربات مصفحة تابعة للجيش الإسرائيلي تتمركز قرب الحدود. وفي ساعات المساء أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين برصاص الجيش شرق مخيم البريج جنوب غزة حسب القدرة. وفي المنطقة الشرقية الحدودية مع اسرائيل في خان يونس حيث قتل فلسطينيان احدهما طفل، أصيب عدد من المواطنين برصاص الجيش الاسرائيلي حالة واحد منهم على الاقل «خطرة» حسب القدرة. وأفاد شهود عيان ان عشرات الشبان والفتية اقتربوا من السياج الحدودي ورشقوا الجنود الاسرائيليين بالحجارة حيث اطلق الجنود الرصاص الحي تجاههم. وهي المرة الاولى منذ سنوات التي تندلع فيها مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي قرب الحدود في قطاع غزة وتسفر عن هذا العدد من القتلى والجرحى. وتتزامن هذه المواجهات مع دعوة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى «جمعة غضب نصرة للمسجد الاقصى». ووصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية في خطبة صلاة الجمعة الهجمات الفلسطينية والمواجهات في الضفة الغربية المحتلة بـ»الانتفاضة». ودعا الى «تعميق الانتفاضة وتصاعدها» معتبرا أنها «الطريق الوحيد نحو التحرير» بعد مقتل فلسطيني في الخليل برصاص شرطي حاول الفلسطيني طعنه، وإصابة شابة حاولت طعن حارس شمال اسرائيل واعتقال شاب حاول طعن اسرائيلي في القدس. إلى ذلك، اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس (الجمعة) الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو بارتكاب «مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني» في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين. وقال عريقات لوكالة فرانس برس ان «الحكومة الاسرائيلية برئاسة المتطرف اليميني نتانياهو ارتكبت اليوم (أمس) مجزرة بشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية المحتلة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 8 شهداء وأكثر من 120 فلسطينيا أصيب برصاص جيش الاحتلال». من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس (الجمعة) إن الولايات المتحدة تعتبر العنف في القدس الشرقية من «أعمال الإرهاب». وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي للصحافيين إن الولايات المتحدة «تستنكر بأقوى العبارات الممكنة العنف ضد المواطنين الإسرائيليين والفلسطينيين». وأضاف «نعتبر تلك الأفعال العنيفة التي نتحدث عنها تحديداً هنا من أعمال الإرهاب... هذا إرهاب».