اخترقت بعض شركات التبغ الأنظمة المحظورة في السعودية على إعلانات السجائر ومشتقات التبغ الأخرى في السوق السعودي بطرق "التحايل"، وذلك من خلال استخدام أساليب جديدة، تمثلت في وضع إعلانات بداخل علب السجائر تحفز على التدخين. وكانت المملكة قد أصدرت في وقت سابق، عددا من الضوابط الخاصة بحظر إعلانات شركات التبغ، إضافة إلى منع مشاهد التدخين في وسائل الإعلام، وقد اشتملت الضوابط التي أصدرتها السعودية أخيرا على قص مشاهد تدخين السجائر والشيشة والجراك والغليون والنشوق وغيرها من مشتقات التبغ في وسائل الإعلام، وعدم تعاطي التدخين في الأماكن المحيطة بالمساجد. كما نصت الضوابط على منع بيع الدخان لمن أعمارهم تحت الـ 18، ورفع رسوم التبغ ومشتقاته، ومنع استيراد الألعاب المشابهة للسجائر، وعدم بيعها في وسائل النقل العامة المتمثلة في النقل الجوي والبحري والبري، إضافة إلى منع منتجات تحمل إعلانات "للتبغ"، كما نصت اللائحة على معاقبة من يخالف هذه الأنظمة بمبلغ 20 ألف ريال. وأوضح لـ "الاقتصادية" البروفيسور محمد جابر يماني رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء لمكافحة التدخين، أن هذا الأمر هو تحايل على الأنظمة التي تمنع شركات التبغ من نشر الإعلانات في السعودية، مؤكدا أن الجمعية ستقوم بعملية بحث على بقية شركات التبغ الأخرى، للتأكد من التزامها بالأنظمة الخاصة بمنع نشر الدعايات والإعلانات للسجائر وبقية مشتقات التبغ. وبحسب دراسة أمريكية أن إعلانات السجائر ومشاهد التدخين في الأفلام السينمائية وعلى شاشات التلفزيون، تضاعف فرص الأطفال في البدء بالتدخين. وأشارت الدراسة التي نظمتها جامعة ماساشوستس للطب في بوسطن، إلى أن كل الأطفال في خطر نتيجة للإعلانات المساندة للتبغ، سواء كان الغرض منها الترويج لمنتجات التبغ أو مجرد تصوير التبغ في سياق فيلم أو على التلفزيون، مبينة أن شركات التدخين طالما استهدفت الأطفال على مدار سنوات دون توقف، مستندة إلى 51 دراسة نفذت منذ عام 1981، وشملت نحو 140 ألف طفل تحت سن الـ 18. واستنتج الباحثون المختصون في هذا الأمر، أن التأثير النفسي المصاحب لتعرض الطفل للتسويق والإعلام المساند للتبغ والتدخين، يزيد من فرص بدئه في التدخين بثلاث مرات، وأن مشاهدة أحد الممثلين المشهورين، قد يكون له تأثير نفسي أقوى بكثير من إعلانات السجائر، الأمر الذي يضفي انطباعا قويا على سلوك الأطفال التدخيني. وأكد المختصون، أن التعرض للصور الإيجابية للتدخين، يزيد من نسب تدخين الأطفال بنحو 90 في المائة، مشيرين إلى أن وجود الأطفال في بيئة معرضة لإعلانات التبغ والصور الإيجابية للتدخين، يجعل رغبتهم في البدء بالتدخين في المستقبل أكبر بنحو 50 في المائة، كما أن الإعلانات والإعلام المعني بالتبغ تجعل 42 في المائة من الأطفال الذين بدأوا بالفعل في التدخين يزدادون إدمانا.