عصر الثورة التقنية للاتصالات ما زال يبث لنا كثيراً من المواقع التي تتمحور حول التواصل وإبراز معرفات للشخص، حيث إن كثيراً من الدول بشعوبها توجد بتلك المواقع، تختلف آراؤهم وتوجهاتهم، مواقع أصبحت هي المركز الرئيسي للشخص ويختلف بمختلف التخصص، توجه اقتصادي، سياسي، اجتماعي، رياضي، حسابات بتلك المواقع يستفيد منها كثيرون بالأطروحات والمحاورات، ثقافة نجدها موجودة للمهتمين للتثقيف والحوار، نجد أن موقعي (فيسبوك وتويتر) لهما هويتهما، هما الأكثر شهرة والأكثر إقبالاً عليهما، بعضهم يرى أنها مواقع للاستطلاع وتتبع الأخبار، حيث إن تلك المواقع المذكورة لا تقتصر فقط على أشخاص فقط، إنما مراكز عالمية ووكالات للأخبار، حتى المنظومات والدوائر لها حساب خاص، مواقع أصبحت هي الحديث، هي المتلقي، أصبح المسؤول يكترث لتلك المواقع للاستفادة من الأطروحات والشكاوى والتظلم، أصبح التصحيح والتعديل من قبل الحساب العائد للمنظومة، جسراً ممتداً وتواصلاً بين الشخص والمنظومة، فيسبوك وتويتر هما المحامي والناقل والوكيل، هما الكتاب المفتوح، هما المملكة للشخص لتقديم ما لديه من فكر سياسي واقتصادي واجتماعي، وجهات نظر ورؤى مختصين وأكاديميين يملكون التنظير ويطرحون ذلك عبر حساباتهم وهناك من يستفيد، مواقع التواصل وضعت للفائدة، فهي المكتبة العامة للتثقيف، هي بالأساس تواصل بين الأشخاص للشيء المفيد، فائدة عظيمة نستفيد منها لننمي الفكر والاطلاع على كل ما هو جديد، هنا مكمن فائدة المواقع، لكن مع الأسف هناك من جعل من تلك المواقع تنفيذاً لأجندة ضارة وغير مفيده، أجهزة يوميا بمتناول أيدي أبنائنا،حتى أصبح الأبناء بحالة إدمان لها وأصبحت الأسرة بحالة شتات، كل فرد بشأن يخوض ويلعب، مواقع وحسابات ضحيتها أبناؤنا ينهمكون دون رقيب من رب الأسرة، ولعل الثقة التي زرعها الأب تجاه أبنائه هي الداعم لهم للانضمام لتلك الحسابات، هناك مواقع مضرة ومخلة لا تتفق إطلاقا مع طبيعة مجتمعنا بقيمه كون أنه مجتمعاً مسلماً ومجتمعاً نشأ على أعراف وعادات نابعة من الدين الحنيف، ومواقع فيها تجنيد فكري من قبل جماعات جعلوا اقتناء أبنائنا عن طريق مواقع مخصصة لذلك، وقد قرأنا كثيرا أيضا عبر الإعلام أن اصطياد شبابنا بمقتبل العمر عبر حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي ومخصصة لتلك لأغراض للفئات الضالة والتغرير بشبابنا الصغار، كل هذا بسبب ابتعاد رب الأسرة عن الأبناء فقد قال عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، نعم الحرمان لا يجدي وليس حلاً، لكن كما قال نبينا عليه الصلاة السلام (سددوا وقاربوا)، فهناك مواقع مفيدة وتثقيفية مواكبة لعمر الطفل، إن وجود الأب بالقرب من الأبناء بأوقات الفراغ من العمل محصلته تقارب بوجهات النظر، وجود الحوار، الوحدة تتماسك، فقد لوحظ أن التغييرات السلوكية والنفسية لدى الأطفال من الأسباب للإقبال على الأجهزة والإدمان عليها، وعلى سياق ذلك كشفت دراسة أجرتها مؤسسة دوكمو اليابانية خلصت إلى أن هناك علاقة طردية بين استخدام الأطفال الهواتف الذكية وقلق أولياء أمورهم، حيث بينت أن ما بين 70% و80% من الآباء يشعرون بالقلق الدائم من استخدام أطفالهم للهواتف الذكية، إما لجهة الإفراط بالاستخدام، أو المحتوى أو الكلف المترتبة على هذا الاستخدام، دراسة مع الأسف موجودة وواقعة لدى كثيرين، الأبناء الآن ليس كما كانوا سابقا، فالواقع الآن يختلف كثيراً، فبيئتهم الآن بيئة تقنية محيطة وبأيديهم!! الحق يقال بأننا لا نستطيع منع أبنائنا من الأجهزة وحرمانهم منها بتاتاً لكن المسألة تحتاج تقنيناً لذلك. إن سلامة الأبناء صحيا وعقلياً نحن مسؤولون ولا نحمل أي كائن مسؤولية ذلك، فالمتابعة مهمة والحوار له أهميته مع الابن لتوضيح خطورة بعض المواقع وضرر البدن بالمكوث مع الجهاز ساعات طوال.