×
محافظة المنطقة الشرقية

البحرين تستضيف اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية

صورة الخبر

كنت أصغي إلى كلمة الرئيس أوباما في الأمم المتحدة معجبا ومتعجبا. معجبا بقدرة هذا الرئيس خريج القانون على إلقاء الكلمة من الذاكرة دون اعتماد على ورقة، ومتعجبا من تأكيده على قيم الحق والعدل والحريات والمساواة واحترام حقوق الإنسان، ودعوته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة تحديات العصر، وأبرزها الإرهاب والفقر، وتشديده على أهمية احترام القوانين والمبادئ الدولية لأنها أصبحت الوسيلة الوحيدة لضمان سلامة وازدهار شعوب العالم، واستعداد أمريكا للوقوف مع الشعوب المظلومة والمقهورة. كلام جميل إلا أنه عندما نقرأ ونسمع ونشاهد تمثلات السياسة الأمريكية على أرض الواقع نفتقد معظم ما ورد في الكلمة وهو ما يذكرنا بخطيب جمعة اعتلى المنبر وقرأ من كتاب الحكمة البالغة على ضوء متسلل من فوهة صغيرة فوق المنبر يقال لها «كترة، أو قترة» موضوعا عن الصدقة وبما أن منزله مجاور للمسجد سمعت زوجته الطيبة الخطبة فجاءها عابر سبيل يطلب ما يسد به جوعته فأعطته خبزة الغداء، ولما عاد الزوج من مهمته الأسبوعية وفسخ المشلح ونزل الغترة وتحفش الثوب صاح بها: هات غداك يا مرة، فردت «والله ما معك إلا مرقة وقطعة لحمة»، فسألها وين الخبزة؟ فقالت: تصدقت بها على سائل مسكين ، فعلق: من قال لك تتصدقين؟ فأجابت: أنت ما كنت فوق المنبر تحث على الصدقة وتقول الرسول عليه الصلاة والسلام يقول «لا تردوا سائلا واتقوا النار ولو بشق تمرة»؟ فقال «أنا أحدث للجماعة ما أحدث لك. وفي زمن المسجد الحجر كان مؤذن يرفع الأذان من فوق السطح فيما كانت سيدة مجاورة للمسجد تقتلع خبزتها من ملة في طرف الحوش وغدت تنفض بقية الرماد عن أطراف الرغيف الشهي عند قول المؤذن (حي على الصلاة) ومع التفاتته يمينا رآها تحمل جوهرة من حب البلاد فأشارت إليه بخبزتها وقالت «آهب لك شتفة» فنسي الأذان وقال «قلي والله»!.. وسلامتكم.