×
محافظة المدينة المنورة

حج / وكالة شؤون المسجد النبوي تنظم لقاءً عن الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن

صورة الخبر

* الفيلم‫: «ذعر» Frenzy‬ * إخراج: ألفرد هيتشكوك (1972) * تمثيل: جون فينش، باري فوستر، أليك ماكووَن. * تقييم الناقد: (****) من خمسة. * إلى أن حقق ألفرد هيتشكوك هذا الفيلم، كان ابن الثالثة والسبعين حينها أمضى في السينما نصف قرن وعامين من العمل في أركان الفيلم المختلفة (بدأ مصممًا للعناوين ثم للديكور قبل أن يقدم على إخراج أول فيلم سنة 1922). خلال هذه الفترة كان خبر الأسلوب الذي يريد من خلاله التعامل مع المشاهدين والمعالجة الأفضل لذلك من وجهة نظره الخاصّة. كان ركب القطار إلى حيث قصد وعند كل محطة اكتسب زادًا جديدًا حتى إذا ما أطلّت الخمسينات وجدناه نضج وتبلور فنانًا للسينما على نحو لم يوازيه فيه أي مخرج آخر لا حينها ولا بعد ذلك. «ذعر» ورد على بعد ثلاث سنوات من تحقيقه فيلمه السابق «توباز» (1969) الذي ورد بدوره بعد ثلاث سنوات من فيلمه الأسبق «ستارة ممزقة» (1966). لا بد أن هيتشكوك آنذاك كان بدأ مرحلة وجد نفسه فيها محط شكوك عدد من النقاد الذين لم يجدوا، في هذين الفيلمين على الأخص، ما هو هيتشكوكي ناجح. «ذعر» كان الرد على إنه إذا ما تبوأ صدارة الفيلم التشويقي - الفني (وليس التشويقي الرخيص) سابقًا فلأنه ما زال هو أفضل من قام بذلك. وجاء «ذعر» برهانًا على ذلك بالفعل. فيلم نيّر الفكرة وجيد الإيقاع. مشوّق إلى درجة لاهثة ويضم كل اللمسات والخصائص التي جعلت من أغلب أفلامه جواهر منثورة على صفحة تاريخ السينما العالمية. عن رواية بوليسية داكنة ورائعة كتبها آرثر لا بيرن بعنوان «وداعًا بيكاديللي، بالسلامة لستر سكوار» Goodbye Piccadilly‪، ‬ Farwell Leicester Square قام المسرحي عادة أنطوني شافر بكتابة سيناريو ألغى منه المخرج المواقع المثرثرة (التي يدركها من قرأ السيناريو وشاهد الفيلم) ووضع ما تبقى، وهو كثير، تحت مكواته ذات العيون. بينما هي تمر على الشخصيات جميعًا بتحليل ذكي ليس من الضروري أن يتجاوز مقدار مشهد واحد، ترصد عيونها القصّة المغزولة بأسلوب هيتشكوك الأثير: رتشارد (جون فينش) وروبرت (باري فوستر) زميلا عمل في سوق الخضار. الفارق أن الأول يحب والثاني يقتل وحسب منوال هيتشكوك الرائع فإن الأول هو من يقع تحت وطأة التهمة بأنه قاتل نساء متسلسل. كالعادة يكشف المخرج عن القاتل الحقيقي. يرتاح ويريح من مهمّة الأسئلة التلقائية حول «من القاتل» ويستبدلها بالكيفية التي سيستطيع بطله البرهنة على براءته. هذا ليس تقليلاً من التشويق بل تصعيب به. اللعب فيما بعد السؤال عن الهوية، الأمر الذي يتيح له تحليل شخصيّتي القاتل والمتهم البريء تحليلاً متوازنًا لا يمكن اللجوء إليه إذا ما بقيت شخصية القاتل مختبئة. رائع ذلك المشهد الذي يقتل فيه باري فوستر امرأة وثقت به في غرفته ثم يحملها في كيس البطاطا إلى الشاحنة. حين يكتشف أن دبوس رقبة العنق في يدها يحاول فتح يدها المطبقة بينما تنطلق الشاحنة بها وبه وبأكياس البطاطا التي تتساقط على الطريق العام. رائع كذلك مشهد التحري (أليك ماكووَن) الذي يدخل منزله ويجلس إلى طاولة الغداء فتتقدم منه زوجته وتضع أمامه صحنها الذي لا يفهم ما يحتويه. يستغل أنها أدارت له ظهرها ويرمي بعض ما فيه.