«رغبتي في مساعدة المكفوفين جعلتني أصر على إيجاد اختراع يفيدهم» هكذا شرعت مريم النعيم إحدى الطالبات السعوديات في تنفيذ مشروعها الإنساني، لخدمة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، للتقليل من استعانتهم بالآخرين حين تناول أدويتهم. وسجلت مريم النعيم المبتكرة الصغيرة إعجاب زوار معرض ابتكار 2013 المقام في الرياض، مثلها مثل بقية المشاركين والمشاركات من طلاب التعليم، الذين تفوقوا على صغر أعمارهم في تقديم ابتكارات تفيد مجتمعهم، فابدعوا في الاختراع والعرض. وتقف مريم في المكان المخصص لها الذي في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات شامخة واثقة باختراعها، تشرح للزوار فكرتها التي لا قت رواجاً من الحضور، هذا المشهد وجدناه عند جميع الفتيات المشاركات في المعرض، اللاتي زاحمن الفتيان في مخترعاتهم. فتيات يستعرضن مهاراتهن في الرسم. مسؤول عن أحد الأقسام يشرح مخترعا أمام الزوار. تقول النعيم عن ابتكارها: هو عبارة عن لوح إلكتروني يعمل باللمس والصوت, مصمم لذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين يساعدهم في التعرف على أدويتهم بشكل أفضل للتقليل من اعتمادهم على الآخرين. وتصف المخترعة ابتكارها بأنه طريقة جديدة تُمكن المكفوفين من التعرف على أدويتهم وتفاصيلها داخل العلبة من دواعي استعمال وأعراض جانبية وتذكير بمواعيد تناول الجرعات الدوائية، بالإضافة إلى سهولة التواصل مع الصيدلي عند الحاجة. وقالت إن ذلك يساعد المكفوفين في معرفة التفاصيل كافة المتعلقة بالدواء الموصوف لهم وكيفية استخدامه وإرشادات الطبيب والصيدلي، متمنية أن يجد ابتكارها شركة لرعايته. وفي مكان آخر يقف زميلها ريان الكلبي ليشرح للحضور فكرته ومخترعه الذي يتناول "الكشف الذاتي عن فساد المعلبات الغذائية"، وملامح وجهه كلها فأل بالمستقبل، يرحب بالحضور ويستأذنهم الأخذ من وقتهم دقائق ليشرح مخترعه. ويصف الكلبي مبتكره بأنه عبارة تصميم جهاز إلكتروني يحتوي على شاشة تعمل بالأشعة ليكشف عن المعلبات الفاسدة، مبيناً أن على المستهلك إمرار العبوة عبر الجهاز فيعطي تنبيها صوتيا أو ضوئيا يشير إلى فساد العبوة أو لا. وقال إن هذا الاختراع يقدم حلولاً لأصحاب المتاجر والأسواق تتمثل في الكشف المبكر عن فساد المعلبات الغذائية قبل الشراء، ويكون بسبب تخزينها في درجة حرارة أو رطوبة غير مناسبة، وقد يكون هذا الفساد غير واضح، ويسبب التسمم الغذائي. ويشارك ريان الكلبي زميلته مريم النعيم بأن يجد اختراعه قبولاً ورعاية من رجال الأعمال، مبيناً سيسعى إلى اختراعات أخرى. إلى ذلك أكد مشاركون في المعرض أن الابتكار بات أحد الوسائل الرئيسة لقياس تطور الأمم لإيجاد صناعة متقدمة تحقق بها نهضة داخلية ونمواً متسارعاً يضمن لمنتجاتها الانطلاق نحو العالمية، الأمر الذي يمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وأولى هذه الخطوات تتمثل في رعاية الابتكار والموهبة، والاستثمار في العقول. ولعل ما يميز المعرض تركيزه على المبتكرين والمبدعين، حيث بات الابتكار دافعاً قوياً وركناً أساسياً لاستراتيجيات الدول، وركيزة أساسية للنمو والتطور، ويشكل قيمة مضافة لتطوير أداء القطاعات كافة التي تضمن من خلال الابتكار مواصلة النمو، كما أنه يشكل محوراً رئيساً ومنعطفاً جديداً لتطوير مختلف مجالات الحياة.