ساسي جبيل (تونس) فاز الأديب التونسي شفيق الطارقي بالجائزة الأولى في الرواية في مسابقة هذا العام عن روايته «لافازا»، وقال الطارقي عن هذا التتويج: إنه مبهج، حيث كنت ككل المشاركين أنتظر الإعلان عن النتائج وكانت لحظة التلقي حدثاً في حد ذاته أشاع في النفس يقيناً أن العمل الدؤوب متى سوَّره الصدق والسعي الجادُ يأتي أكله ويحقق مبتغاه.. هي شهادة من لدن خبراء بالكتابة من مبدعين ونقاد مبرزين وهي تأشيرة للمضي قدماً وللارتقاء بأدائي فيما هو آتٍ. وعن مسيرته الإبداعية المتراوحة بين الشعر والنثر أكد الفائز أن مسيرته نتاج مراكمة لفعل القراءة وكلف بالكلمة في حضورها المطلق خارج الحدود الأجناسية، فهو قارئ نهم لآثار قديمة ومعاصرة عربية وغربية على المستويين الإبداعي والتنظيري، ومثل هذا التراكم مفضٍ لا محالة إلى التنويع في الأشكال الفنية التي نركب بحرها، ولئن كان الشعر وعوالمه قد مثَّل خياره الفني الأول الذي انفتح به على الفعل الثقافي التونسي وبه عرف، فإن الرواية بما هي جنس سردي قد كانت كامنة وتنتظر مسوغات لحضورها فعلاً منجزاً، كتابة الشعر التي لم، ولن ينقطع عنها جاءت في سياق يبررها لم يكن متوفراً خلال ما يتجاوز العقدين لركوب الرواية، إذ كتب الشعر في سن مبكرة مدفوعاً بما هو ذاتي متأثراً بادئ الأمر بنصوص الرومانسيين، وفي مرحلة موالية بنماذج عليا من الشعرية العربية الحديثة من أمثال درويش والسياب وقباني وغيرهم، محاولاً في الآن نفسه أن أنحت لي صوتاً مخصوصاً يمثلني فكانت النتيجة مجموعتين شعريتين «صباح على مرمر الصمت» في 2005 و«الحقيقة» في 2007. وعن الحضور الطاغي للرواية اليوم في المشهد الأدبي قال: إنه زمن الكتابة زمن النصوص المفتوحة، إننا في مرحلة بعد حداثية وجب خلالها القطع مع التصنيفات القديمة وتجاوز التقسيمات الأجناسية التي لم تعد ملائمة لواقع متشظية عناصره يبقى للأثر سمته الغالبة عليه ولكن تميزه يكمن في قدرته على التفاعل مع غيره من الأشكال الفنية لا داخل محور الكتابة فحسب، بل وفي دوائر الفن إجمالاً الرواية التي كتبت تجريبية ومختلفة صادمة فيما أعتقد لآفاق التوقع الماثلة لدى المتقبل مثل هذا الاختيار جاء عن وعي، وهو حادث في سياق احتذيت فيه نماذج من الكتابة الروائية المعاصرة وسعيت في آن إلى التميز بوقع مخصوص على صعيدي البناء والمضامين. الرواية اليوم هي الجنس الأقدر على أسر القراء إنها «معلقة» الحداثة والأكثر تعبيرا عن العصر وما يعتريه من تصدع وهذا ما يبرر سيادتها في الآداب كلها ولكن هذا لا ينفي ما للشعر من مكانة وما يؤديه من وظائف جمالية.