امتدادا للنجاحات التي حققتها زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد إلى فرنسا في الأسبوع الثالث من حزيران (يونيو) الماضي، تستضيف الرياض الأسبوع المقبل فعاليات منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي في دورته الثانية بمشاركة كبار المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين وذلك يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. وينتظر أن يناقش المنتدى ما تم التوصل إليه من اتفاقيات وتفاهمات خلال زيارة ولي ولي العهد، خصوصا في الجانب الاقتصادي، وهذا ما تظهره أجندة المنتدى، الذي سيبحث في دورته الجديدة تطوير وتنمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الرياض وباريس، وسيغطي في هذا الإطار عددا كبيرا من القطاعات مثل: التجارة، الاستثمار، الاقتصاد، المال، الصحة، التعليم، الطاقة، والمياه. ومن أبرز الوجوه التي تشارك بقوة في فعاليات هذا المنتدى الوزراء: الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، عادل فقيه وزير الاقتصاد والتخطيط ، الدكتور محمد السويل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وعبد اللطيف العثمان محافظ هيئة الاستثمار. ومن الجانب الفرنسي مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي ولورنت فابيوس وزير الخارجية الفرنسي. على مستوى رجال الأعمال والشركات الفرنسية عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، جين جاكو موسكوني كبير نائب رئيس شركة توتال لتكرير النفط والبتروكيماويات في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا، وعدد كبير من مسؤولي الشركات في البلدين يقدر عددهم بنحو 20 مسؤولا. وهنا يقول لـ "الاقتصادية" برتران بزانسنو السفير الفرنسي لدى المملكة إن المنتدى الفرنسي السعودي يمثل شراكة ثنائية من القوة الاستراتيجية، مشيرا إلى أن "منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي" لفرص العمل التجارية بمنزلة منتدى للنقاش الحر من قبل جميع المهتمين بالقطاعات الاقتصادية الرئيسة. مثل التعاون في مجالات الطاقة، الصحة، التعليم ومجالات أخرى تهم المستثمرين في البلدين. منها الرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والزراعة والأعمال الزراعية، والاستثمار المالي والمصرفي، وتنفيذ الشراكة النووية السعودية – الفرنسية. وأضاف كجزء من مهمته المتمثلة في تعزيز وتطوير وتوسيع نطاق تحالف الأعمال الاستراتيجي بين السعودية وفرنسا، ويسهم في التصور الدقيق لكل من بيئات الأعمال التجارية على حد سواء. هذا المنتدى ملتزم بإبقاء المشاركين فيه على علم بأحدث التطورات والفرص التجارية في الأسواق السعودية الفرنسية، بإضافة إلى الإصلاحات الحكومية وأحدث الحقائق والأرقام المتعلقة بالاستثمار والتجارة. سيتم تناول المبادرات الفعالة لتعيين قاعدة شراكة ثنائية مستمرة وأكثر صلابة للتعاون المستقبلي بين البلدين في المجالات الاقتصادية الرئيسة. ويقول تقرير صدر على هامش هذا المؤتمر إن الرياض وباريس تتمتعان بروابط اقتصادية قوية، حيث كان حجم التجارة الثنائية نحو عشرة مليارات يورو (42 مليار ريال سعودي) في عام 2015. كما تعد المملكة هي أكبر مورد للنفط لفرنسا، وهنالك الآن نحو أكثر من 80 شركة فرنسية تعمل حاليا في السعودية. يبلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في السعودية أكثر من 74 مليار ريال سعودي عبر 207 مشاريع، بما في ذلك المشاريع المشتركة. وهنا يقول السفير برتران بزانسنو إنه سيشارك في هذا المنتدى نحو 250 من رجال الأعمال، إضافة إلى الوفد الرسمي للحكومة الفرنسية المكون من رئيس الورزاء، ووزراء: المالية، الصحة، المواصلات، والخارجية، والدفاع. كما من أهداف المنتدى: إيجاد وجهات للاستثمارات الأجنبية المباشرة المتبادلة في الميادين الرئيسة للتجارة والصناعة. والبحث عن فرص استثمارية جديدة في المجالات الرئيسة لاقتصاد الأسواق الفرنسية السعودية. وتطوير مدن ذكية ومتنزهات تجارية تستند إلى المعرفة. تمكين مشاريع التجارة والصناعة الجديدة المستدامة في السوقين. ويهدف المنتدى أيضا إلى تشجيع الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم والكبيرة على إنشاء علاقات تجارية بين السوق السعودية والسوق الفرنسية. وكذلك لاعتماد المبادرات والتوصيات الفعالة تجاه تحالفات أعمال أكثر استراتيجية بين قطاع الأعمال التجارية في كلتا السوقين. وأوضح السفير الفرنسي لدى الرياض، أنه سيتم عقد اجتماع للجنة المشتركة بين البلدين وسيتم في نهاية جلسات المنتدى الإعلان عن اتفاقيات رسمية وتوقيع عقود مع شركات من بلاده. ومن أبرز المحاور التي سيناقشها المنتدى ورقة عمل بعنوان (تعزيز النمو الاقتصادي المستدام)، عقب هذه الجلسة طاولة مستديرة تناقش موضوع (الاستثمار والجاذبية)، وتسلط الجلسة العامة الثانية الضوء على (المدن المستدامة والذكية)، ويديرها كل من الدكتور خالد بن عبدالعزيز الغنيم، وفيليب بلوخ. والتي يلقي فيها الأمير عبدالعزيز بن سلمان نائب وزير البترول والثروة المعدنية كلمة. وبعد هذه الجلسة تعقد طاولة مستديرة تناقش (البنية التحتية والشبكات في المدن الجديدة) بمشاركة الدكتور خالد بن حسين بياري الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية، والمهندس زياد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء، والدكتور لؤي المسلم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية. إثر ذلك يجري لقاء مع غيام بيبي الرئيس التنفيذي لشركة SNCF ثم حلقة نقاش تحت عنوان (توسيع علاقات الطيران الفرنسية - السعودية في عالم تنافسي) تستعرض تجارب كل من: شركة إيرباص، والخطوط السعودية، والهيئة العامة للطيران المدني. ويبدأ بعد الجلسات العامة عقد الجلسات المتخصصة الخمس، وتحمل أولاها عنوان (الرعاية الصحية)، وتديرها كل من: الدكتورة خولة الكريع العالمة في أبحاث السرطان، والدكتورة هناء بنت إبراهيم السبيل عميدة كلية التمريض بجامعة الأميرة نورة. ويشارك فيها كل من: جان دي كرفازدوي المبعوث الخاص من وزير خارجية فرنسا للشؤون الصحية، والدكتور عبدالعزيز بن سعيد وكيل وزارة الصحة للصحة العامة ورئيس مركز القيادة والتحكم، والدكتور إبراهيم العمر وكيل وزارة الصحة للمختبرات وبنوك الدم، وهوغو ليبو نائب رئيس شركة سانوفي لشؤون ما بين القارات، وجان شارل جيرارد مطور أعمال الرعاية الصحية في شركة ليغراند لمعدات المستشفيات. تبدأ بعدها حلقة نقاش (لوحات تشخيص الجينات ونقل معرفتنا لمنع الأمراض الوراثية بشكل أفضل)، ثم حلقة نقاش (مستقبل جينات السرطان)، مع استعراض تجارب كل من: معهد غوستاف روسي، ومدينة الملك فهد الطبية. أما الجلسة الثانية فتتناول (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في توفير بيئة تمكينية لمجتمع قائم على المعرفة) يشارك فيها كل من: ألكسندر زابولسكي مدير ورئيس اللجنة الدولية - سينتك الرقمية، وجان أيف بلو نائب رئيس شركة تاليس. ومع نهاية هذه الجلسة تبدأ الطاولة المستديرة (البنية التحتية والشبكات في المدن الجديدة) وتناقش الجلسة الثالثة (الزراعة والأعمال الزراعية)، ويشارك فيها المهندس أحمد بن عبدالعزيز الفارس مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، والمهندس عبدالرحمن الفضلي وزير الزراعة. وحول (الفرص التجارية بين السعودية وفرنسا في مجال الزراعة) تعقد طاولة مستديرة بمشاركة عدد من المختصين كما تعقد طاولة مستديرة تناقش موضوع (نوعية الغذاء.. من المزرعة إلى الطاولة). وتتناول الجلسة الرابعة (الاستثمار المالي والمصرفي). وتناقش الجلسة كذلك: دور هيئة سوق المال، بمشاركة عبدالعزيز الفريح نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، وسليمان بن عبدالرحمن القويز محافظ مؤسسة التأمينات الاجتماعية ورئيس مجلس إدارة البنك السعودي الفرنسي. عقب ذلك تنطلق أعمال الطاولة المستديرة (الاستثمارات المشتركة وديناميات الأسهم الخاصة) وتستعرض الجلسة الخامسة مستجدات وآفاق (تنفيذ الشراكة النووية السعودية – الفرنسية)، والبرنامج النووي السعودي، والتعاون النووي السعودي – الفرنسي، وبرامج التوعية لبناء القدرات الصناعية والبشرية، وبرنامج التعاون في مجال بناء القدرة البشرية. وفي ختام الجلسة يلقي كل من وزيري الخارجية السعودي والفرنسي كلمتين بهذه المناسبة. يذكر أن منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي الأول كان قد عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في نيسان (أبريل) عام 2013.