×
محافظة جازان

مقذوفات من داخل الأراضي اليمنية تصيب مواطناً ومقيماً بالعارضة

صورة الخبر

< أكد السفير الروسي لدى الرياض أوليغ أوزيروف، أن بلاده تسعى إلى الحفاظ على تطبيق القانون الدولي، جازماً أنها لا تخطط إطلاقاً لتنفيذ أي عمليات برية في سورية. وشدد على أن روسيا منفتحة على التشاور مع كل الأطراف، لافتاً إلى أن هناك «توافقاً وتقارباً كبيرين في المواقف مع السعودية». وقال أوزيروف في حوار مع «الحياة»، إن بلاده «تتحفظ على الاعتداء على أي دولة من دون وجود قرار من مجلس الأمن الدولي». وأضاف: «لا يمكن قصف دولة مستقلة وذات سيادة من دون وجود قرار من مجلس الأمن، يسمح بتوجيه أي ضربات، ولذلك كان لدينا تحفظ واضح في سورية، ونعتقد بأنه يجب أن يكون هناك أساس قانوني واضح للتدخل الخارجي، على غرار مماثل؛ نعرف أن التحالف في اليمن، جاء بناء على طلب من الحكومة اليمنية الشرعية، وقرار مجلس الأمن. والأمر ذاته في سورية؛ فهناك دعوة من الشرعية، ونحترم قرار مجلس الأمن، ومنفتحون على التعاون مع الأطراف الأخرى. ولكن على أسس سليمة وقانونية». وبرر السفير الروسي خطوة بلاده بالتدخل العسكري في سورية، بأن «ضربات الائتلاف الذي تقوده أميركا، لم تؤدٍّ إلى إضعاف تنظيم داعش، ولم تكن ذات فعالية. لو عدت إلى الخلف ورجعت إلى تسلسل الأحداث، ستجد أن عدد عناصر «داعش» في بداية انطلاقه كان في حدود ألف تقريباً، وهو بعد ضربات ائتلاف يتكون من 60 دولة، وهو ائتلاف أكبر من الائتلاف الذي تم تشكيله ضد هتلر، وبعد كل هذه الضربات الجوية لم يدمر شيئاً؟ ثم كيف أصبح «داعش» أكبر عدد وأكثر قدرة إلى حد أن عدد أتباعه وصل إلى 50 ألفاً، وفي رواية أخرى 100 ألف. نحن لا نستطيع أن نتصور كيف يمكن أن تضرب بهذه القوة العظيمة، وتكون النتيجة على هذا النحو». ورداً على سؤال عن عدد الروس، الذين التحقوا بتنظيم «داعش»، قال أوزيروف: «هناك عناصر إرهابية يقدر عددها بالآلاف من روسيا ومن الجمهوريات المستقلة عن الاتحاد السوفياتي، والإحصاءات تختلف، لكن ما سمعنا عنه أن هناك في حدود ألفي عنصر من روسيا، وثلاثة آلاف من الجمهوريات. ويمكن أن يكون عددهم أقل أو أكثر، لكن في النهاية نحن لا نريد أن يعود هؤلاء إلى روسيا بعد تجربتهم في القتل والتدمير وقطع الرؤوس، وينشروا هذا الإرهاب في بلدنا». واستطرد قائلاً: «مع الأسف الشديد هناك صحف عربية، ومن بينها «الحياة»، نشرت صوراً ظهر فيها مصابون قيل إن سبب إصابتهم من الضربات الروسية، وللمعلومية لدينا موقع تابع لوزارة الدفاع يبث تصويراً لكل الضربات بعد حدوثها، فنحن لا نوجِّه ضرباتنا تجاه المدنيين، إنما نستهدف مواقع ومباني محددة بعيدة عن الأحياء السكنية، ومن المستحيل أن نستهدف مدنيين». وأضاف متسائلاً: «لماذا تركز وسائل الإعلام على الضربات الروسية، ولا يكون هناك تركيز على الضربة الأميركية الخاطئة على مستشفى في أفغانستان، وكلكم تعرفون كم الضحايا الذين سقطوا بسبب هذه الضربة»، مطالباً الإعلاميين بـ«التواصل مع جميع الأطراف؛ لأخذ الوقائع الحقة، فلدينا موقع وزارة الخارجية الروسية، وموقع وزارة الدفاع يمكن متابعة الأحداث من خلالهما». وأكد السفير الروسي أن أولوية بلاده، هي القضاء على «داعش»، مشيراً إلى أن الآخرين لديهم الهدف ذاته، «ولكن روسيا تفعل ذلك بطريقة أكثر فعالية. والضربات الروسية مؤثرة، وتؤدي إلى إضعاف قدرات التنظيم، وبالنسبة إلى سورية نحن نصرُّ على أن قرار أي بلد يجب أن يتم اتخاذه داخل هذا البلد، ويجب أن يكون قرار الشعب السوري بيده». وأضاف أوزيروف: «نسعى إلى أن يكون الحل في سورية بطريقة سلمية، وبالجلوس على طاولة الحوار، وأكثر من مرة جمعنا ممثلي المعارضة السورية والوطنية والحكومة، ولكننا بالطبع نرفض مشاركة الإرهابيين في هذه الاجتماعات». ورداً على سؤال عن تصنيف روسيا «الجيش الحر»، قال: «زملاؤنا الأميركيون يقولون لنا لا تضربوا مواقع «الجيش الحر»، وهنا طلبنا منهم هذه المواقع، ولم يتم تزويدنا بها، ولدينا انطباع أن هذا الجيش عمل إعلامي وهمي غير موجود على الأرض؛ لأننا عندما ننظر إلى الساحة نجد جبهة النصرة، وداعش، والقاعدة، ولواء الشام، ومن هم على شاكلتهم من التنظيمات، وعددهم كبير يصل إلى 200 تنظيم، لكن «الجيش الحر» غير موجود، وليس هناك تواصل بيننا وبينهم»، مستدركاً: «ليس لدينا اعتراض عليه كمعارضة وطنية. لكننا نشعر أن ما يذكر حوله هو من أجل إيقاف الضربات الروسية ضد الإرهابيين. وهنا أتساءل في ظل نتائج الضربات الأميركية في سورية: لماذا كانت هذه الضربات فعالة عام 2003 عندما كانت ضد صدام حسين؟ وكانت فعالة كذلك ضد نظام العقيد معمر القذافي في لبييا؟ بينما هي غير فعالة الآن في سورية.. لماذا؟». وطالب أوزيروف بأن يكون هناك «تفكير عميق في المراحل المقبلة. ويجب أن نفكر من الآن، وأن نبدأ عملية سياسية واسعة بمشاركة كل القوى السياسية الوطنية؛ لإيجاد صيغة سورية المستقبل، وهناك أساس قانوني، وهو «جنيف1»، وهناك اتفاق عالمي واسع تجاه هذه الفكرة، ليس روسيا هي من تختار، فمن يريد الحل السياسي سيحضر على الطاولة، أما من لا يريدون الحل السياسي فسيبقون في الخفاء، في الغابات وبين الجبال». وفي ما يخص وجود إيران حليفاً لروسيا في سورية، أوضح قائلاً: «نتعامل مع الواقع، وليس مع الرغبات»، مؤكداً أن إيران «يجب أن تشارك بطريقة أو بأخرى؛ لتدفع العملية السياسية إلى الأمام في سورية، والقرار هو قرار الشعب السوري بالدرجة الأولى، من لا يريد العملية السياسية ويلجأ إلى الإرهاب فنحن سنحاربه؛ لأن هذا خطر على أمننا، وخطر على الجميع بمن فيهم السعودية والخليج، وفي ما يخص مصير القيادة السورية فهناك خيارات عدة، ولكن هذه الخيارات هي خيارات الشعب السوري، ويجب ألا تتدخل فيها أي دولة؛ لأننا إذا سمحنا بذلك فسيأتي آخرون ويتعاملون بالطريقة ذاتها إذا لم يعجبهم النظام القائم في دولة ما». وتابع: «لدينا الكثير من الأساليب، فهناك انتخاب البرلمان وانتخاب القيادة والانتخابات المحلية، هناك عمليات ديموقراطية واضحة، وللوصول إليها هناك نقطة أساسية، وهي أن نبدأ من خلال الجلوس على الطاولة والبحث عن حل سياسي، والبحث عن طريقة للوصول إلى مرحلة انتقالية، لكن لا يمكن لنا أن نحدد النهاية التي سيصل إليها الحوار السياسي. ونحن في انطلاقته أو بدايته، فهذا الأمر بيد الشعب السوري». وشدد السفير الروسي لدى الرياض على أن بلاده لا تخطط لأي عملية برية. وقال: «نحن نريد تفادي سوء التنسيق، ربما يكون هناك أهداف لدى آخرين لا تنسجم مع أهدافنا. لكننا نعتمد في تحركاتنا على مصالحنا الذاتية. وفي النهاية نحن ضد التدخل الخارجي كمبدأ أساسي»، مبدياً تحفظه على بعض المعلومات التي يتم تداولها حول الوضع في سورية. وقال: «في كثير من الحالات لم تكن المعلومات التي يتم تداولها صحيحة، وهنا يجب أن نبني مواقفنا على الدلائل والقرائن، لا على ما يقوله الآخرون عن الوضع». 90 في المئة من خلافاتنا مع السعودية «وهمية» < شدد السفير الروسي أوليغ أوزيروف، على أن بلاده هي الأقرب إلى الدول الإسلامية، موضحاً أن لديهم بين 15 و 20 مليون مسلم، «وهذا ما يجعلنا دولة شبه إسلامية، فأكبر مسجد في أوروبا يوجد في روسيا وليس في باريس أو لندن»، مؤكداً أن «موقفنا من «داعش» ثابت، فهي خطر على روسيا وعلى السعودية، وهم أعلنوا أن هدفهم مكة المكرمة، وللأسف هم شوهوا الإسلام، فهم لا يمثلون الإسلام إطلاقاً، وهذا ما يحتم علينا معاً محاربتهم والقضاء معهم، خصوصاً أنهم يلعبون بمهارة بسلاح التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي». وعن تقارب الموقف الروسي-السعودي، قال أوليغ أوزيروف: «بحثنا الأمور أكثر من مرة مع السعوديين، وليس هناك خلاف كبير بين البلدين، الخلاف الوحيد هو بشأن التشدد السعودي على مصير بشار الأسد، وأقول لمن يقول إن هناك خلافاً: أين الخلاف؟». وأضاف: «هناك تواصل دائم، وهناك اتصالات متبادلة بين الرئيس فلاديمير بوتين والملك سلمان بن عبدالعزيز، ويوجد تواصل دائم بين الطرفين، ومع التواصل اكتشف الطرفان أن 90 في المئة من الخلافات وهمية. ووجدنا أن مواقفنا قريبة جداً. أما ما يخص من يتحدث عن وجود تباين في بعض الآراء، فهذا التباين موجود حتى بين السعودية وأميركا». وتعليقاً على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأن «روسيا ترتكب خطأ كبيراً بتدخلها في سورية»، قال: «كسفير لا أود أن أتحدث عن الرؤساء، ولكنني أتساءل كما قد يتساءل غيري: ألم ترتكب أميركا أخطاء كبيرة، وهل سارت كل الأمور كما يجب في كل الأمور التي كانت أميركا طرفاً فيها». كما تساءل: «أين هي الضربات على «داعش»؟ نحن في المقابل نعمل برؤية واضحة، ونريد تحقيق أهداف محددة، ونسعى إلى تحقيق نتائج». أوزيروف: روسيا ليست الاتحاد السوفياتي < أبدى سفير روسيا الاتحادية لدى المملكة السفير فوق العادة والمفوض المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي أوليغ أوزيروف استغرابه من تعامل بعضهم مع روسيا على أنها الاتحاد السوفياتي، مؤكداً أن «روسيا دولة مدنية حديثة». وقال أوليغ لـ«الحياة»: «بعضهم يتعامل مع روسيا، وكأنها كيان مصغر من الاتحاد الســوفياتي، فيما الفارق كبير، فالاتحاد السوفياتي كان دولة قائمة على الآيديولوجية الشــيوعية، وتســعى لتصــديرها إلى دول العالم. بينما روسيا دولة مدنية حديثة، تكفل كل الحقوق الفردية لمواطنيها. وتضمن لهم حرية المعتقد، والدليل على ذلك وجود عدد كبير من المسلمين في روسيا، وافتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكبر مسجد في أوروبا في العاصمة موسكو».