خلال 24 ساعة استطاعت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في مأرب، شرقي اليمن، أن تحسم المعركة وتطهر مناطق غرب المحافظة من التواجد الحوثي، فامتدت جبهات القتال مسنودة بطيران التحالف من البلق، الجفينة، الفاو، جنوبي مأرب، إلى الطلعة الحمراء، الزور، كوفل، وصولاً إلى صرواح غرباً. وتمثل سيطرة المقاومة والجيش على مواقع استراتيجية كان يتحصن بها الحوثيون غربي محافظة مأرب اليمنية، أهمية سياسية وعسكرية، للمقاومة والجيش، باعتبار مأرب هي البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. يمكن القول، إن الطريق إلى العاصمة اليمنية بات مفتوحاً، عن طريق خولان غربي مأرب، وهي المناطق المحاذية لصرواح، آخر معاقل الحوثيين التي تم تحريرها، وإن جيوب الحوثيين في مناطق حباب مثلاً، هي أضعف بكثير من أن تقاوم، لا سيما وأن قبائل من خولان وعدت التحالف والمقاومة في لقاء جمعهما، الأسبوع الماضي، أن تقف ضد الحوثيين في تلك المناطق. الجبهة المقبلة وبسيطرة المقاومة والجيش على صرواح، أحد معاقل الحوثيين منذ أشهر، تكون جبهة مأرب الغربية تحررت تماماً من الحوثيين، والخطوة المقبلة ستكون في مناطق محافظة صنعاء، أي حباب ومحيطها. كما أن السيطرة على معسكر كوفل الذي كان يتخذه الحوثيون مكاناً لتدريب عناصرهم، ومخزناً للسلاح تمثل أهمية عسكرية للجيش باعتباره مكاناً وسطاً يصل بين المنطقة العسكرية الثالثة ومقرها مدينة مأرب وبين المناطق الغربية لصرواح التي ستنطلق منها المعارك لتحرير العاصمة صنعاء. ومنذ فترة، يحضر اسم محافظة مأرب، شرقي اليمن، بقوة، كلما دار الحديث حول معركة تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لعدة أسباب بينها قرب المسافة من مأرب إلى صنعاء التي تقدر بحوالى 170 كيلو متراً فقط، قياساً إلى المحافظات الأخرى مثل تعز (وسط) أو الحديدة (غرباً). بوابة التعزيزات كما أن مأرب منطقة حدودية وتقع على مقربة من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، وهو المنفذ الوحيد الذي لا يزال يعمل، بعد أن أغلق الحوثيون جميع المنافذ مع المملكة، وعبر الوديعة تمرُّ القوات العسكرية التابعة للتحالف العربي، والجيش اليمني المتدرب حديثاً، وكذا البضائع والوقود والسلاح والعتاد، وصولاً إلى محافظة مأرب وحضرموت. يرى المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن مأرب هي نقطة الانطلاق الأنسب نحو تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الحوثيين وحلفائهم، لذا فإن التحالف قرر التجمع العسكري والتحشيد عبر مأرب وصولاً إلى صنعاء، فالأمر لا يتعلّق بالهجوم على صنعاء فحسب، بل بتأمين الجبهة الممتدة من مأرب حتى حضرموت شرقاً. انهيار حائط الصد وأضاف التميمي في تصريح لـالبيان: تكمن أهمية حسم معركة مأرب في أنها ستقرر مصير الانقلاب بشكل نهائي، لأن الحوثيين وحليفهم صالح كانوا ينظرون إلى مأرب باعتبارها حائط صد بالنسبة لمعركة في صنعاء، فيما تنظر الحكومة والتحالف إلى هذه المعركة على أنها تمهيد للانتقال إلى المعركة الحاسمة، وأعني بها معركة استعادة صنعاء. ومنذ أسابيع تحشد دول التحالف العربي قواتها إلى مأرب، استعداداً لخوض معركة تحدّث عن قرب وقتها أكثر من مسؤول من الجانب اليمني ومن قوات التحالف، هدفها تحرير صنعاء وباقي مناطق الشمال من الحوثيين وحلفائهم. وتكمن أهمية مأرب نظراً لوجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيس لضخ النفط من حقول صافر إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة جنوب اليمن، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية. عزل تشير المعطيات إلى ان حصر عملية انتشار الميليشيات المتمردة في معاقلها في صنعاء وعمران وحجة وصعدة سيمهد الطريق إلى القضاء على التمرد الحوثي وبسط سلطة الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، كونها باتت معزولة في بقعة جغرافية داخلية، محاصرة من كافة الجهات.