كشف مقطع صوتي تم تداوله عبر برنامج "واتساب" طرقا جديدة يمارسها أفراد تنظيم داعش الإرهابي للوصول لعقول الأطفال دون سن العاشرة. يسرد طفل في المقطع لوالدته مغامرته مع داعشي تعرف عليه بالاتصال المباشر "أون لاين" عن طريق الألعاب، حيث عرض عليه لعب مباراة كرة قدم معه، ثم حاول التأثير على عقل الطفل وأفكاره، وتحريضه على قتل والديه مقابل دخول الجنة. وتقول أم محمد معلمة لـ"الوطن" إن "ابني يقضي ساعات طويلة في الدردشة مع مجهولين عن طريق الألعاب الإلكترونية، ولا أسعى إلى فرض رقابة على الأشخاص الذين يتواصل معهم عن طريق اللعب، اعتقادا مني بأن الأمر لا يتعدى التسلية". وأضافت أن ابنها أصبح منطويا لا يرغب في الجلوس مع باقي الأسرة، ويفضل البقاء في غرفته بالساعات من أجل اللعب، والحديث مع أصدقاء البلاي ستيشن. من جهته، كشف أستاذ علم الجريمة رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة نايف الأمنية الدكتور أحسن أبوطالب، أن "نسبة تأثر الأطفال بالفكر الداعشي عن طريق الألعاب الإلكترونية واتصال "الأون لاين" تتجاوز 12% قياسا على الدراسات الميدانية التي جرت للقضايا المتعلقة بالجريمة، وتستهدف الأطفال بصفة عامة ومدى تأثيرها عليهم"، مشيرا إلى أن هذا المؤشر الخطير يدل على ارتفاع البث الداعشي الذي يتم عن طريق محادثات الألعاب الإلكترونية التي يتم من خلالها بث الأفكار المنحرفة في عقول الأطفال. وأضاف، أن "جماعة داعش لجأت إلى ثلاث طرق لجلب الأشخاص والتأثير عليهم، أولها استهداف الفئة العامة العمياء من المجتمع، أي الذين ليست لديهم ثقافة تعليم عالية، حيث يسهل الوصول إليهم والتأثير عليهم، ثانيا التواصل بالإنترنت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بوضع عدة حسابات وراءها أفراد من تنظيم داعش يبثون أفكارهم للشباب، ثالثا غزو الأطفال فكريا عن طريق خداعهم باللعب، وفي الوقت نفسه إجراء دردشات صوتية يستطيعون من خلالها التأثير الفكري عليهم، وتحريضهم على القتل. وأوضح أستاذ علم الاجتماع الحضري والجريمة في جامعة الملك سعود الدكتور محمد سليمان الوهيد لـ"الوطن" أن "جماعة داعش تهدف من التواصل مع الأطفال ما دون العاشرة إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الصغار لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، مضيفا أن أتباع أسلوب الدردشة عن طريق "أون لاين" الألعاب الإلكترونية يشير إلى أن هذه الفئة تريد من ذلك استخدامهم كـ كروت شحن" للجوال يتم شحنها ثم التخلص منها.