مهازل العالم العربي معروفة.. تعدد الخطورة في أكثر من مكان أمر لم يعد مفاجئاً ولا ظاهرة غير متكررة.. كلنا نعرف - وبالذات ما قبل ثلاثين عاماً تقريباً - كيف كنا نسخر من مستوى الوجود الاجتماعي في مستويات المعيشة داخل شرق آسيا وغرب أفريقيا.. وكيف الآن أصبح كثيرون لدينا في عالمنا العربي يتمنون الوصول إلى ما أصبح عليه أولئك الآسيويون وبعض الأفارقة.. سبق أن أشرت إلى ذلك.. لكن ما سبق أن وجدنا عند عالمنا العربي مواقف رفض لبشاعة ما هو مشاع الحدوث فيما يصل إلى الأكثرية في عالمنا العربي.. حتى إنك تستغرب كيف أن أكثريات قتل حدثت في العراق واليمن.. ومع ذلك لم يتوفر استقرار مقنع.. نفس الشيء تقوله عن دول عربية أفريقية وأخرى آسيوية في موقع الخلاف سابقاً بين إسرائيل والعرب، ثم تحوّل مؤخراً إلى مواقع صراع عربية متعددة وجزيلة المخاطر، بل والأهم جزيلة التمزيق لأي فكر نحو توحّد عربي.. مصر التي كانت مستهدفة.. رفضت أن تكون جزء تفكك وصراع مثل الآخرين، فتم استهدافها من دول أخرى رغبة أن تعود إلى ما هو مطلوب من سوء.. لكن ذلك لم يحدث.. ألا يخطر ببالك وأنت مثل غيرك في حالة جزالة مفاهيم عن طبيعة أوضاع العالم العربي أن تكون لدى من تحاصرهم تعددات الصراع غير الموضوعي بل وغير الإنساني حالات تراجع يائس يشعرك جيداً بقسوة الضياع، بل وكأن هناك مشروعيات قتل متعددة الدوافع والغايات؟.. ألا تتوقع أن يكون مسلماً جيد العقيدة عندما واصل الدعاء قبل هذه المرحلة في ليبيا مثلاً كان يدعو الله أن يخلص بلاده من رئيس جعلها عدة ملاعب لتمثيل فروسيات ضياعه أمام غيره.. أصبح يقول حالياً: "اللهم ارحم القذافي الذي كنا نجزم بأنه الأسوأ عربياً فإذا بنا في واقع أوضاعنا أصبحنا الأسوأ عربياً".. نفس هذا الكلام يمكن أن يقال في أكثر من بلد عربي سفّهت بمفاهيمه أوضاع صراعات غير منطقية..