×
محافظة الرياض

غرامات مالية وإنذارات لمحلات مخالفة بالدواسر

صورة الخبر

الرجل هو الوزير الراحل الدكتور محمد الرشيد، وزير التربية والتعليم الأسبق، الذي رحل قبل بضعة أيام بعد معاناة وصراع مع المرض!! هذا الرجل عاصرته فكرياً منذ سنوات طويلة، وتحديداً منذ أن كان مسؤولاً عن مكتب التربية العربي، وقد ألّف آنذاك كتاباً جميلاً ليس بكثير الصفحات، لكنه كثير «الصفعات» ربما إن جاز التعبير!! كان يتكلم عن مسؤولية المواطن في الحفاظ على النظام، وفي وجوب إتقان عمله، وفي وجوب حفظه لمقدرات الوطن، ويشدد على أهمية الرقابة الذاتية التي عادة ما تكون (جندياً) يلازم المرء حيث سار! وألمح - رحمه الله - إلى أنه من غير الممكن أن يوضع جندي في كل زاوية ليراقب أداءنا، ويقوِّم سلوكنا!! كان رائعاً في فكره منفتحاً انفتاحاً حضارياً نيراً، أشهد بأنه كان نوراني الفكر، جميل الروح، صادق النية وصافي القلب!! كان - رحمه الله - كتاباً مفتوحاً، يتكلم ويعيش حياته كلها بشفافية مطلقة وتواضع يخجل الجميع! محمد الرشيد الوزير كان يقف مع أي موظف مهما صغرت درجته، بل حتى أي عامل - لو احتاج الأمر - في أي مكان يصادفه فيه في وزارته حتى لو كان عند باب المصعد، يقف بابتسامته المشرقة، ويرحب، ويصافح، وينصت في أدب جم واحترام لسائله، ولا يتركه حتى يقضي مسألته!! اتصل مرة بأخي الأكبر الذي يعمل في إحدى الإدارات التابعة للوزارة، التي تبعد عن مبناها الرئيس بضع مئات من الأمتار في مبنى مستأجر؛ وذلك ليطمئن على صحته إثر أزمة قلب مرت به، لم يكن قد رآه قط أو عمل معه مباشرة، لكنه عندما علم من رئيسه المباشر بادر فوراً إلى الاتصال به في المشفى ليطمئن، ويحمد الله أن نجاه!! محمد الرشيد المواطن والوزير هو هو، لم يتغير، ولم يخرج من جلباب إنسانيته الذي تلفع به منذ نعومة أظفاره!! كان رجلاً أنيقاً لطيفاً دمثاً، وقد حاول وهو على كرسي الوزارة أن يصلح التعليم ما أمكنه بعد أن رأى مثالب بيّنة فيه وعواراً واضحاً في كثير من المناهج، خاصة الدينية منها. كانت له فلسفة خاصة رائعة وعميقة، وللأسف لم يستوعبها الكثير من أصحاب الفكر المنغلق من العامة والخاصة! كان يرى أن المناهج كلها والدينية خاصة يجب أن تؤدي في النهاية إلى (تحقيق إيجاد الإنسان الصالح والمواطن الصالح)، وليس إلى تخريج علماء في الفقه بعد سن الثانية عشرة؟؟ انتقد الحشو الذي فيها، والتركيز كما قال على «وجوب أن تكون لغة المادة المختارة للتربية الدينية لغة داعية إلى التفكير والتأل، لا لغة داعية إلى الاستظهار والحفظ»، وشتان ما بين المعنيين والهدفين والمضمونين!!