×
محافظة المنطقة الشرقية

شباب يؤدُّون «بروفة» لـ «الفلكة» وهي العقاب المدرسي سابقاً، استعداداً للمشاركة في مهرجان الألعاب الشعبية المزمع إقامته في متنزه الأحساء الوطني وذلك من 9 حتى 12 صفر الجاري (الأحساء ـ مصطفى الشريدة)

صورة الخبر

ثمة علائق وشيجة بين الإعلام المرئي والمسموع، إلى جانب وجود المنافسة بينهما. وقد تكون برامج التلفزة، مادة دسمة لمقالات صحافية، اضافة الى كون الصحف وأخبارها ومقالات الرأي المنشورة فيها، فكرة لعشرات البرامج، بخاصة منها الإخبارية. ولكن، لم أكن أعلم أن ما كتبته في هذه الصفحة يوم 23/11/2013 تحت عنوان: «أورينت نيوز والانحياز في الموضوع الكردي!» سيحظى بكل هذا «الاهتمام» من قناة «أورينت نيوز» السورية، ليس لجهة الأخذ بالملاحظة أو قبول النقد ومحاولة تلافي الخطأ والعثرة التي قد تشوب الأداء، بل لجهة الرفض ورد كل ما جاء في المقال. جرى ذلك، حين خصصت مقدمة برنامج «هنا سورية»، رولا حيدر، نحو 15 دقيقة لمناقشة هذا المقال والرد عليه، عبر استضافة كاتبين كرديين سوريين هما؛ الروائي والمترجم جان دوست، و«المحامي والصحافي» حسين جلبي. وعطفاً على تناول القناة في برنامج «هنا سورية» للمقال المذكور، لا ضير من إيراد الملاحظات التالية: > ذكرت المذيعة: «أن كاتب المقال اتهم المثقفين والصحافيين الأكراد بأنهم يزيدون من تشويه صورتهم...». وهذا تحوير للكلام بتعميمه. ذلك أن الاتهام كان مخصوصاً بالكتاب والمثقفين من المدافعين عن وجهة نظر وموقف حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، وليس عموم الكتاب والمثقفين الكرد! وبإمكان المشاهد العودة إلى المقال في أرشيف صحيفة «الحياة» ومقارنته بما ذكرته حيدر، لمعرفة التحوير. > ذكر جان دوست؛ أنه مع كاتب المقال في نقطة ضرورة الفصل بين القومية الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي، أثناء تناول المشهد الكردي في سورية، فقاطعته المذيعة، وسألته بعصبية: «ألا تلاحظ أن هنالك فصلاً؟ هذا الفصل من المفترض أن يكون عندنا أم عند كاتب المقال؟». طبعاً، وبكل تأكيد، يجب أن يكون الفصل عند قناة «أورينت» وعند حضرة المذيعة الكريمة، لأن المقال كان واضحاً، ويدعو إلى الفصل بهذا الخصوص، من جهة، ومن جهة أخرى، حتى لو لم يكن الفصل موجوداً لدى كاتب المقال، على قناة «أورينت» توخي الفصل بين الأمرين، للحدود القصوى، وعدم إحراق الكرد السوريين بجريرة حزب الاتحاد الديموقراطي. > ذكر حسين جلبي في معرض إجابته على أحد أسئلة حيدر بالقول: «حجة الصديق أوسي مردودة عليه» وكأنه محامي دفاع عن القناة. في حين أن السؤال الذي طرحته المذيعة، مناقض تماماً للفكرة المطروحة في المقال، لجهة أنني ذكرت حرفياً في المقال: «إن بعض من يفترض بهم الدفاع عن وجهة نظر الحزب المذكور، ورد الانتقادات الموجهة إليه، يسيئون لأنفسهم وللكرد جميعاً، بدفاعهم الركيك والمرتبك، لجهة الأسلوب واللغة العصبية والتشنج الطاغي على خطابهم. ويبدو أن الحزب الكردي، ميدانياً وسياسياً، يقدم أفضل الخدمات للتوجهات العنصرية والشوفينية المعادية للكرد ومطالبهم العادلة، بينما يتولى مثقفوه وإعلاميوه مهمة الإسهام في تشويه الكرد السوريين وعدالة قضيتهم وحقوقهم، عبر خطابهم الغوغائي والشعبوي على شاشات التلفزة». > ذكر جان دوست أنه لم يقرأ المقال، وعلى رغم محاولة حيدر جره لقول ما ينسجم مع كلامها وكلام جلبي، إلا أن أجوبته جاءت هادئة ومعقولة ومتزنة، حيث أشار إلى أن الانتقادات الواردة في المقال، عبر التقرير الذي عرض في البرنامج «تصب في خانة تصحيح المسار». واللافت أن حيدر عرضت في مستهل برنامجها تقريراً تناول مقالتي المنشورة في «الحياة»، موضوع السجال، مع اقتطاع فقرة تشير إلى «الفبركة» و«التدليس» في التقرير الأول، بداعي التأليب الطائفي على الكرد والعمال الكردستاني، وهي: «... تخصيص حلقة من برنامج «تفاصيل» تحت عنوان: «قادة حزب العمال الكردستاني بين الهوية العلوية والتبعية الشيعية» كان يلزمه الكثير من التدقيق والتمحيص والاستشارة من ذوي الاختصاص والاطلاع، قبل صوغ تقرير مناقض للحقيقة، جعل «كل من قيادات الكردستاني (عبدالله أوجلان، جميل بايك، مراد قره ايلان، دوران كالكان...) من الطائفة العلوية الكردية في تركيا». ولم يتساءل مقدم البرنامج كيف لشخص، مثل عبدالله أوجلان، اسم والده عمر، واسم أمه عائشة، أن يكون علوياً أو شيعياً. قصارى القول: أن أبسط قواعد ومبادئ المهنية والموضوعية التي يُفترض أن تلتزم بها قناة «أورينت»، ومقدمة برنامج «هنا سورية» هو الاتصال بكاتب المقال، ومحاولة سماع رأيه. ولا يمكن تبرير ذلك بتقديم أعذار واهية من طينة؛ «كان هاتفه مغلقاً». وإن دل هذا على شيء، فأنه يدل على مدى المهنية واحترام الرأي الآخر، وتقبل النقد والملاحظة لدى «أورينت نيوز» بحيث يمكن جعل هذه القناة «أنموذجاً» يشير إلى ما سيكون عليه إعلام سورية المستقبل!. تناول حيدر مقالاً صحافياً لكاتب كردي سوري، بتلك الطريقة، كشف النقاب أنه ما زالت تفصلنا سنوات ضوئية عن القطع مع ثقافة نظام الأسد في إدارة العملية الإعلامية في شكل شفاف وحر، بعيداً من الانحياز والتحوير.