أُوجِد اتحاد الكرة السعودي كبيئة حاضنة ومنصة دفاع عن الأندية على مسافة واحدة من حيث التعامل المباشر والشفافية المطلقة وحفظ حقوق الأندية المنبعثة من ذلك الاتحاد، الذي يتواجد من أجلها ويسيّر أمورها كافة، إذا ما أرادنا مخرجات ايجابية تنعكس على اللعبة وتطورها ولعل ذلك من أساسيات أهداف تواجد اتحاد الكرة وإلا ما الفائدة منه؟، فهو المحامي وخط الدفاع الأول للأندية في التصدي لكل اساءات تطالها وفق القانون، وليس خطاً هجومياً يناقض أهدافه الأساسية. قضية المدافع سعيد المولد التي أثارت الكثير من الجدل واوجدت خلافاً بين ثلاثة أطراف هما نادي الاتحاد واتحاد الكرة ونادي الأهلي الذي أقحم لن تنتهي بل ستصنع جدلاً واسعاً ولعلناً شاهدنا البرامج الفضائية وصفحات الإعلام المقروء وما أشبعوه من طرح حول اللاعب القضية وما طال نادي الأهلي من اتهام، قبل أن يصدر الاتحاد السعودي لكرة القدم بياناً يوضح فيه الملابسات مع الاعتذار للوسط الرياضي ونادي الأهلي حول إقحامه بالقضية، وبرر البيان بأن ما حدث كان خطأ موظف اتحاد الكرة العامل بنظام (TMS) الذي لم يوضح في المذكرة المرسلة للاتحاد الدولي أن تلك هي وجهة نظر نادي الاتحاد وليس اتحاد الكرة السعودي. الآن اعتذر الاتحاد السعودي لكرة القدم واعترافه بخطأ احد منسوبيه رامياً اساس الاتهام على نادي الاتحاد بحق نادي الأهلي ولكنه لم يوضح ذلك وانه مجرد ناقل بصفته الاساسية مرجعا للأندية، هنا وبعد أن طال الاتهام الأهلي بسبب خطأ اتحاد الكرة، من المفترض ان يكون أكثر حرصاً وفهماً في مكاتباته وتعاملاته فالخطأ بألف، والثقة عندما تنتزع لن تعود كونها اشعلت شرارةً ليس بالخطأ فحسب وإنما ايضاً بين "قطبي جدة" اللذين لا تنقصهما حدة التنافس. ويبقى السؤال، هل بالفعل الاعتذار كاف لامتصاص غضب الأهلاويين؟ لا وألف لا، هذا سيكون رد كل أهلاوي فعلى الأقل الإطاحة بكل مخطئ وإقالته من المهمة التي أوكلت اليه هي الأنسب فالمهمة لا تحتمل الأخطاء التي يعتبرها اتحاد الكرة هفوة ولكن الاندية تعتبرها كارثة، فليس من المعقول أن كلمات تناساها الموظف بمكاتبات تضرم خلافاً ستمحوه كلمة اعتذار. من أكبر الأخطاء أيضاً في القضية هو تأخر رد الاتحاد السعودي لكرة القدم وتوضيحه اقحام نادي الأهلي، وهو ما فتح مجالاً واسعاً لمنصات النقد والتأويل والاتهام والتشكيك وانتزاع الثقة، وما يفتح دائرة الشكوك حول صحة طعن الاهلاويين باتحاد الكرة هو اقحام ناديهم، أليس من المفترض الرد بسرعة البرق لدرء الأقاويل وكبح جماح الاتهامات التي لم تبق ولم تذر ولم تدع كل من هو على تماس باتحاد الكرة من التشكيك. هذا هو نتاجكم ونعني اتحاد الكرة، فالعشوائية تعتري عملكم وإلا ما كنا لنشاهد تلك الأحداث بين الفينة والأخرى، ولو فتحنا ملفات اللجان والجمعية العمومية وأعضائها باتحاد الكرة وفتور العلاقه، والعديد من القضايا وكل مادار وطرح لاحتجنا لصفحات، إذاً العمل غير المنظم والشفاف دوماً سيكون محل خلاف وإذا ما أردتم سد الثغرات فعليكم الإقالة لكل مخطئ سواءً كان ذلك بقصد أو غيره فوسطنا الرياضي لا يحتاج المزيد من المشاكل والاحتقان يزداد والثقه تتلاشى بين الأندية واتحادها.