في ظلّ حدّة الاحتقان الذي يشهده لبنان، وعملاً بقاعدة تفاءلوا بالخير تجدوه، شهد مقرّ المجلس النيابي، أمس، معاودة انطلاق جلسات الحوار بطبعتها الرابعة، والتي تستمرّ حتى يوم غد مبدئياً، ما لم يطرأ ما يقطع برنامجها سلفاً. ذلك أن صورة جلسة أمس بدت ضبابيّة، أو حتى قاتمة، إذ إن كلّ فريق لا يزال يتمسّك بمواقفه، مما يعني، بحسب مصادر متعدّدة، أن مساعي الحلّ لا تزال متعثرة، لكون أولويات البحث لا تزال متباعدة ولا نقاط مشتركة يجتمع عليها قادة الحوار، وأن أياماً غير مريحة تنتظر البلد في ظلّ كثرة الخلافات. وفي تجلّيات الأزمة في السياسة، التأكيد بأنه لا جلسة لمجلس الوزراء قبل الانتهاء من جلسات الحوار الثلاثيّة، ذلك أن خفايا شدّ حبال التفاوض في ملفَّي النفايات والترقيات، وصولاً إلى عمل الحكومة، قد تنكشف خلال هذا الأسبوع، وفق تأكيد مصادر متعدّدة لـالبيان، فجلسة مجلس الوزراء مرتبطة بمسار الحوار الذي سينعقد، في موازاة استمرار السعي إلى إعادة تعويم التسوية الأمنية مع النائب ميشال عون. أما معالم المرحلة المقبلة، أو أقلّه حتى نهاية العام الجاري، فتُرسَم هذا الأسبوع، الذي سيحدّد طبيعتها، لجهة إعادة انتظام الأمور تحت سقف المؤسّسات أو انفلاتها وسط التصعيد المتبادل. خريطة ترابطات- اشتراطات وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة تمام سلام يربط الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء بمعرفة نتائج جلسات الحوار المقرّرة، لأنه يريد انطلاقة صحيحة وليست مؤقتة للحكومة، في حين يربط رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون استمرار مشاركته في جلسات الحوار والموافقة على جلسات التشريع ومشاركة وزرائه في جلسات الحكومة بترقية العميد شامل روكز، على أساس قانون الدفاع ومن دون إعطاء أيّ مقابل أو وضع قيد أو شرط، مع تشديده على أن كل الملفات مرتبطة ومتلازمة، حكومياً وبرلمانياً وحوارياً. أما رئيس البرلمان نبيه برّي، فيربط استمرار الحوار بالميثاقية المسيحية، وهو الذي استبق جلسة أمس بقوله: لم يبقَ في البلد شيء إلّا الحوار، فهو الأوكسجين الذي نتنفّس بواسطته، مشدّداً على أن تعطيل أيّ فريق للحوار، هو بمثابة إغلاق الباب على نفسه. من جهتها، تربط قوى 14 آذار الاستمرار في الحوار، في حدّ ذاته، بعدم الانتقال الى بند قانون الانتخاب قبل الاتفاق على بند رئاسة الجمهورية. وعشية استئناف اجتماعات هيئة الحوار ذكرت مصادر لـالبيان أنّ أقطاب قوى 14 آذار من الصف الأوّل التقوا الليلة قبل الماضية وترَكّز البحث حول ما يمكن أن تكون عليه المناقشات في الجلسات الحوارية المفتوحة التي استؤنفت أمس بكامل حضور المدعوّين، بمن فيهم النائب ميشال عون الذي أبلغ رئيس مجلس النواب حضوره الجلسات باستمرار على رغم كلّ التطورات التي أوحت باحتمال أن يؤجّلها الرئيس برّي في حال قاطعها النائب عون.