توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن أداء اللاعبين ربما يتوقف جزئيا على الأقل على مدى مواءمة توقيت اللعب مع الساعة البيولوجية لأجسامهم، ووجد الباحثون أن أفضل أسلوب لتوقع أداء الرياضيين هو قياس الوقت منذ موعد الاستيقاظ الطبيعي لأجسامهم. وأشرف على الدراسة رولاند براندستاتر من جامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، وشملت أداء 121 رياضيا ممن شاركوا في المنافسات الرياضية، ونشرت في دورية "كارانت بيولوجي". وقال براندستاتر إن السبب الذي دفعهم لإجراء هذه الدراسة هو أن جميع المؤلفات الموجودة التي تتحدث عن الإيقاع اليومي في الأداء الرياضي توصلت إلى نفس الاستنتاج، ألا وهو أن الرياضيين يظهرون أفضل أداء في المساء. وعندما قسم الباحثون الرياضيين إلى ثلاث مجموعات وفق الساعة البيولوجية الذاتية وجدوا أن أولئك الذين يستيقظون مبكرا بصورة طبيعية يبلغون قمة الأداء في الساعات الأولى من بعد الظهر، أما من يتأخرون في الاستيقاظ طبيعيا فقد يبلغون قمة الأداء في المساء. " الأداء البدني والذهني يسيران جنبا إلى جنب، فإذا كنت منهكا جسمانيا فسيكون عقلك عاطلا عن العمل بالمثل، وأيضا إذا كنت مجهدا ذهنيا فلن تكون في قمة أدائك البدني " موعد الاستيقاظ وعلى وجه التحديد، فإن من يستيقظون طبيعيا مبكرا أو بعد ذلك بقليل يبلغون ذروة الأداء بعد نحو ست ساعات من موعد الاستيقاظ التلقائي، أما من يستيقظون متأخرا فيصلون لذروة الأداء بعد نحو 11 ساعة من موعد الاستيقاظ التلقائي. وشرح براندستاتر أن تحسين ذروة الأداء ربما ينطبق ببساطة على مجالات أخرى غير الرياضة، مضيفا أن الأداء البدني والأداء الذهني يسيران جنبا إلى جنب، فإذا كنت منهكا جسمانيا فسيكون عقلك عاطلا عن العمل بالمثل، وأيضا إذا كنت مجهدا ذهنيا فلن تكون في قمة أدائك البدني. وحول ما إذا كان بالإمكان تغيير الساعة الداخلية للجسم، يقول براندستاتر إن الأمر يستغرق وقتا، موضحا أنك إذا غيرت موعد استيقاظك في نفس يوم المسابقة أو يوم الأداء الرياضي فلن يؤثر ذلك كثيرا، إذ أنك في حاجة إلى أن تبدأ مسبقا كي تحافظ على ساعتك البيولوجية. وفي الختام، ينصح براندستاتر "حاول أن تنصت إلى ساعتك البيولوجية الداخلية وتتفهمها، حاول أن تتعايش معها بدلا من محاولة أن تعيش ضدها".