بعد اندماج «تنظيم الجهاد»، بقيادة أيمن الظواهري في أفغانستان، مع «تنظيم القاعدة»، بقيادة أسامة بن لادن، في عام ١٩٩٨م وتأسيس «الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين والأمريكان»، تبنى فكرة قتال «العدو البعيد» -المتمثل في أمريكا- وأولويته من قتال «العدو القريب»، وهو الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية، بعد أن كان تنظيم الجهاد وغيره من التنظيمات الإرهابية، يتبنى فكرة قتال «العدو القريب» وأولويته من قتال «العدو البعيد». ولكن بعض التنظيمات الإرهابية، لم تتخلَّ عن فكرة قتال «العدو القريب» من الأساس. ومن الواضح أن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات، التي خرجت من رحم تنظيم «القاعدة»، قد تبنت بشكل عام فكرة «قتال العدو القريب»، وهي تحاول جاهدة وبشكل نشط أن تجند أكبر عدد ممكن من الشباب لذلك الغرض. ومع الأسف أن العديد من أبناء الوطن، أغلبهم حديثو السن، قد انضم لذلك التنظيم الإرهابي، وقد تم تحريضهم على القتل والتدمير، سواء باستهداف أماكن عامة أو قتل مباشر لمن ينتمي للسلك العسكري وغيرهم، وآخر تلك الأعمال الجبانة كان ضد الشاب مدوس العنزي وقتله من قبل ابن عمه الإرهابي وتصوير ذلك المشهد الذي أحزن الجميع. وبسبب التجنيد المكثف ونقل المعركة عندنا، فقد شهدنا خلال الفترة الماضية العديد من الأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء، بأيدي أبناء الوطن المنتمين لهذا التنظيم الإرهابي. وما يلفت النظر هو إعلان وزارة الداخلية يوم السبت الماضي عن توصلها لمعمل متكامل بمدينة الرياض يتم فيه تحضير المواد المتفجِّرة وصناعة الأحزمة الناسفة وتجهيزها، ويتولى مسؤولية المعمل شخص من جنسية أجنبية، والذي فخخ المنزل الموجود فيه المعمل بمواد شديدة الانفجار، وتساعده امرأة من جنسية أجنبية أيضاً في خياطة وتحضير وتجهيز الأحزمة الناسفة، لتنفيذ عمليات إرهابية من قبل الإرهابيين. الأمر الذي يؤكد بأن تنظيم داعش الإرهابي وغيره، قد نقل بالفعل المعركة عندنا، وأصبح تجهيز المتفجرات وغيرها من الأسلحة محلياً، لوجود مخططات إرهابية عديدة لديهم تستهدف أمن هذا الوطن. المرحلة الحالية والقادمة هي معركة الجميع ضد هذه التنظيمات الإرهابية، وتستدعي تضافر جهود الجميع مع رجال الأمن، فأمن الوطن مسؤولية الجميع وليس مسؤولية رجال الأمن فقط، ويجب أن نكون متيقظين لأي أعمال مشبوهة قد تحدث حولنا والتبليغ عنها بدون تردد، حتى وإن كان من قام بها أقرب الناس لنا، فالجميع مستهدف وقد يكون أيٌّ منا ضحية عمل إرهابي جبان. q.metawea@maklawfirm.net