رضي من رضى وأبى من أبى فهناك إجراءات لابد من اتخاذها، ومعايير لابد من تطبيقها من أجل مصلحتنا جميعا، واليد اللينة المرتعشة لاتنفعنا الآن، فشرقنا الأوسطي من شماله حتى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه يغلي، وحالنا يصعب على العدو قبل الصديق. على مدى أشهر، وربما سنوات، وسلامة بلدنا، وأمن شعبه يتعرضان للخطر على يد من يفترض فيهم حفظ تلك السلامة، وذلك الأمن وأقصد بهم الكويتيين أما الوافدين فلا ملامة عليهم لأن الكويت ليست بلدهم، وما يحدث لها لا ولن يهمهم. هؤلاء الكويتيون موظفون في المطار يهربون المجرمين والمطلوبين لأمن الدولة، والمحكومين بقضايا مالية وجنائية، وكل ذلك مقابل المال الحرام، وعسكريون يعملون في المنافذ البرية يقومون بالمثل لنفس الأسباب، وأحيانا إرضاء لقريب أو لصديق، وموظفون في الموانىء يتساهلون في إدخال ممنوعات من أجل مكاسب شخصية، ويتواطئون لإدخال أسلحة كما حدث في خلية الغبدلي لأسباب طائفية وولاءات خارجية، وهكذا يتحول بعض الكويتيين من ضعاف النفوس والدين إلى خائنين للوطن بدل أن يكونوا حماة له، هذا غير الدواعش وجماعة القاعدة والآخوان الذين ينتظرون الوقت المناسب لتحويل ولائهم لغير الكويت وأميرها إلى عمل وسلوك. الأمور عندنا ومعنا لم تعد سخاء رخاء كما كانت في الماضي، فالوطن العربي كله على كف عفريت، ومخططات التقسيم لا تزال قائمة، والدول الكبرى يبدو أنها متفاهمة فيما بينها علينا يعينها على ذلك ضعفنا وقلة حيلتنا، ولا أحد يضمن ألا تكون السنوات القادمة سنوات عجاف، الأمر الذي يتطلب من الحكومة حشد كل جهودها من أجل عبورها بأقل قدر من الأضرار، واول خطوات ذلك هو بحسن اختيار العناصر العاملة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. سيدنا يوسف في زمانه طلب ان يكون على خزائن مصر لانه قوي أمين، ونحن نصر على حكومتنا ان تبحث عن الأقوياء ممن يتميزون بالأمانة لتعيينهم في الاماكن والمواقع والمناصب التي تضمن الأمن والسلامة للبلد وأهلها، أما الخونة وعباد البيزة فضعوهم في أماكن لا يهشون فيها ولا ينشون، وانسوهم، وبلاش نضيع ديرتنا بسببهم. عزيزة المفرج