اختتمت مساء أمس الأول فعاليات ملتقى المفرق للشعر العربي في دورته الأولى بأمسية أحياها ثلاثة شعراء، لكل منهم مناخاته ومرجعياته الثقافية، حضر الأمسية محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وفيصل السرحان مدير بيت الشعر في مدينة المفرق الأردنية، وجرى الملتقى برعاية ومتابعة من دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. الفنان التشكيلي حسين نشوان قدم للأمسية بتعريفات موجزة للشعراء من داخل تجربة كل شاعر، وشكر نشوان دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وقال إن الدائرة جعلت الشعر يمتد إلى قرى ومدن في الوطن العربي في وحدة ثقافية عربية، جسدها مشروع (الألف بيت شعر عربي)، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال إن بيت الشعر يبلسم الروح، ويهدهد ما أصاب القلب من عطب. قرأت أولاً الشاعرة الأردنية الدكتورة مها العتوم نصوصاً تنتهي إلى قصيدة التفعيلة، وجاءت قصائدها محملة بصور إنسانية مكثفة مبنية على قصائد قصيرة أشبه بالقصة أو الحكاية، وقال حسين نشوان في تقديمه للعتوم إنها تذهب دائماً في شعرها إلى المنطقة المدهشة. وقرأت مها العتوم من ديوانها أسفل النهر مجموعة من القصائد، ومنها قصيدة بعنوان باتجاه القصيدة، تقول: قصائد تذهب عكس اتجاهك أنت الوحيد الذي دائماً باتجاه القصائد. ثمة ضوء يناديلك كي يتحقق من إنه الضوء ثمة نبع يريد أصابعك الخمس كي تتفجر منها العيون وثمة ليل تأزم في الحب من كثرة العاشقين، ومن قلة الشعراء... اللافت في الملتقى الذي قرأ فيه أحد عشر شاعراً وشاعرة على مدى ثلاثة أيام أن الشعر كموضوع في القصيدة قد طرقه أكثر من شاعر، وهذا ما قدمه الشاعر جاسر البزور الذي قرأ قصيدة بعنوان أنا الشعر. البزور كما رأى مقدم الأمسية شاعر مشاكس، شاعر قصيدة عمودية إيقاعية في الدرجة الأولى، ويكشف بهذه الإيقاعية الشعرية وجع الإنسان، ويدافع عنه بالشعر. قرأ البزور عن الشعر، وقرأ شعراً تنبض فيه مدينة المفرق التي تحتضن هذه التظاهرة. أنا الشعر واحدة من قراءات البزور في المهرجان، يقول: أنا الشعر لولا أن قلبي متعب ومن أي شيء شيء قد أثور وأغضب تعتق في روحي الهجاء فأقبلت حروفي كخيل في المعامع ترعب وتعرفني عند الغناء بلابل لها الناي يصغي ما أذنت فيطرب تراني كطيف لا يبلله النوى أسامر صباً في الهوى يتعذب لألقي شوقاً من حشاشة وجده على غادة بالعشق تلهو وتلعب فترنو لسحر المبكيات دموعها وتنهال سيلاً إذ تشقف مسرب أنا الشعر والتاريخ يشهد أنني على كل مجذاف وباب سأكتب. الشاعر محمد تركي حجازي نقل الأمسية بإلقاء هادئ جاذب إلى موضوع الغزل. التقاطة حجازي صاحب الصوت المؤدب لموضوع الحب جاءت بعد قراءات نأت نوعاً ما عما يسمى شعر القلب أو شعر الروح. شعر حجازي محمل بالكثير من الدلالات والإشارات القلبية إلى حدود صوفية دافئة بلغة تبحث عن النور في ضجيج العتمة، شعر قائم على بنية عمودية، لكن الانطباع الأبرز أن روحه ممتدة في فضاء أفقي إنساني وسيع. قرأ حجازي قصيدة بعنوان أقراص مهدئة. شعر الحب.. الشعر الذي اختاره حجازي عن ذكاء في الاختيار للمستمع في أمسية شعبية حضورها من الشباب، ولكنه أقنع بإلقائه الدافئ والحميم.. أقنع شباب الأمسية بالصمت والإصغاء للشعر.