إذا لم يكن اتحاد اللعبة ـ أي لعبة ـ قد وفر المتطلبات اللازمة من أجل إعداد المنتخب الوطني بالشكل اللائق وحسب البرمجة التي رآها المدرب، فلا يجوز ولا يصح أن نحاسب المدرب على الإخفاق ! أقول ذلك وفي ذهني تحديداً مثالان: أحدهما في كرة القدم، والثاني في كرة اليد، أما الذي في كرة القدم فقد استوقفتني فيه كلمة مقتضبة قالها المدرب الوطني الدكتور عبد الله مسفر مدرب المنتخب الأولمبي الذي يتنافس منتخبه الآن آسيوياً، قال مسفر إثر خسارة مفاجئة من منتخب سوريا أحمل اتحاد كرة القدم مسؤولية الخسارة لأنه لم يضعنا في حسبانه ولم يضعنا على روزنامة الموسم، ومعنى الكلام أن اتحاد الكرة لم يعطي للمنتخب حقه الكافي في الإعداد كما رأى المدرب، وفي هذه الحالة أقول إذا كام كلام مسفر صح فلا يحق لأحد أن يلومه أو يحاسبه حتى لو خسر من منتخب يلملم أوراقه مثل المنتخب السوري الذي جارت عليه الأيام للأسف الشديد !! وأذهب ناحية كرة اليد وقد علمت ولم أندهش أن الاتحاد ولمؤاخذه، مش لاقي ياكل وآسف في التعبير لأن ما أسمعه لا يرضي أحداً، وكيف نطالبه بالإنجازات وكل ميزانية المنتخب في السنة لا تزيد على نصف مليون درهم مثلًا، في الوقت الذي تخصص فيه بعض الأندية ميزانية قدرها 8 ملايين درهم لنفس اللعبة في الموسم الواحد !! مكافأة الفوز في المنتخب لا تزيد على خمسمئة درهم وفي النادي ألف وألفان وثلاثة !! بعثة منتخب اليد غيرت وجهة المعسكر من القاهرة إلى الدوحة بسبب مشكلة الإجازات، مدة المعسكر تقلصت جداً لنفس السبب بدلاً من 14 يوماً أصبحوا 8 وبدلاً من الإعداد القوي في مصر أصبح الإعداد على قد الحال في قطر لأن الفريق سيلعب مبارياته مع أندية وليس مع منتخب قطر لأنه حالياً في ألمانيا، نعم منتخب قطر يستعد في ألمانيا ونحن نستعد في بلده منتهى الغرابة والتناقض !! معلومات تسمعها فيندى لها جبينك، وبعد ذلك نحاسب المدرب الغلبان وننهي خدماته، وتجهر الصحافة ورجال الإعلام بمطالبة أولي الأمر من أجل حساب الاتحاد الذي أخفق ولم يفز بالبطولة، ومن الممكن أن يصل الظلم إلى حد المطالبة بحل مجلس الإدارة !! أمور غريبة وعجيبة، منتخبات تعاني الأمرين من الإجازات، ومن ضيق ذات اليد ثم نتبارى في حسابها حساب أشبه بحساب الملكين !! كلمات أخيرة إذا كان اتحاد كرة القدم قد أهمل المنتخب الأولمبي، في الوقت الذي يحارب من أجل تنفيذ كل متطلبات المنتخب الأول، فهذا والله لا يقره أحد !! من المفترض أن تنفذ كل برامج المدربين، حتى نستطيع أولاً تحقيق الإنجازات والبطولات، وفي هذه الحالة إذا لم يحدث ما نريده، يحق لنا أن نحاسب المدرب حتى إذا وصل الأمر إلى الاستغناء عن خدماته ! بالمناسبة اتحاد كرة اليد وأعتقد في فبراير المقبل سيستضيف بطولة آسيا المؤهلة لكأس العالم، ومن المفترض أن ما يحدث حالياً حلقة مهمة من حلقات الإعداد لهذه المناسبة المهمة جداً ! ** قبل أن تحاسبوهم حاسبوا أنفسكم، وما يحدث للألعاب الجماعية غير كرة القدم يوجع القلب !!