يدرك كل من زار مدينة تربة حائل أو مر بها (180 كيلو مترا شرق مدينة حائل)، والتي تتبع إداريا لمحافظة بقعاء بمنطقة حائل، أن لها شهرة تاريخية بسبب وجود بركة أو عين زبيدة زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد بها، والتي يعود تاريخها لأكثر من 1300 عام حيث شيدت زبيدة تلك البركة لسقيا الحجاج المسافرين من الكوفة قاصدين مكة المكرمة في ذلك الوقت، لكنهم يستغربون الابتعاد النسبي للمدينة الصغيرة عن معالم المدنية الحديثة، حيث تفتقد للكثير من الخدمات والمقومات. «عكاظ» جالت في مواقع مختلفة بتربة حائل، ومنها بالتأكيد موقع بركة زبيدة، الذي يشهد إقبالا كبيرا من الزوار والسياح، بالإضافة إلى عين كبيرة أخرى في المنطقة تسمى «سعة الله»، يرجع تاريخها إلى مئات السنين، حيث تمتاز بوفرة وعذوبة مائها ويرتادها الكثير من البدو الرحل والمارة. ويوجد وسط تلك العين باب صغير، يشير إلى مدخل يؤكد بعض المهتمين بالآثار، أن ذلك المدخل عبارة عن باب لقصور وبيوت قديمة تحت الأرض، وقد حرصت هيئة السياحة والآثار على الاهتمام بتلك العين وحمايتها، حتى تتم الاستفادة منها مستقبلا. 36 قرية وهجرة يبلغ عدد سكان مدينة تربة حائل 16 ألف نسمة، وتحدها النفود الكبرى من جميع الجهات، لذلك أطلق عليها «عروس النفود». ويتبع تلك المدينة أكثر من 36 قرية وهجرة، وتعتبر منذ القدم موردا للبدو الرحل الذين يتنقلون من مكان إلى آخر، حيث تحوي الكثير من الآبار، منها بئر تربة المعروفة بمائها الحلو الصالح للشرب، والتي كان يرتادها البدو الرحل آنذاك، إلى أن اندثرت البئر وبقيت أطلالها. وتم حفر بئر تربة الفوار، التي تعد ثاني بئر فوارة في الشرق الأوسط من حيث العمق، الذي يتجاوز 2400 متر، حيث يعود عمرها لأكثر من 40 سنة، إضافة للآبار القديمة الأخرى التي تقع في ضواحي المدينة، مثل بركة العرايش وتبعد 50 كيلو مترا شمال المدينة، وبركة الجال، وبركة وسيط، وقليب زرود شرق تربة 55 كيلو مترا، وآبار خضراء الأثرية والتي تبعد عن تربة 25 كيلو مترا، وتحوي أكثر من 30 موردا قديما منها ما اندثر ولم يبق إلا أطلاله، ومنها ما يزال موجودا، فيقصده المارة والبدو مع سقوط الأمطار فيرتوون منه. انفجار سكاني .. وضآلة تعليمية للاستشهاد بخدمات تربة حائل الأساسية وبعض إشكالياتها، تحدث اثنان من أبنائها الشيخ عبيد مشعان الهزاع والشيخ ثامر صحن الهزاع، حيث أشارا إلى أن مدينتهم تعتبر من الأماكن القديمة وفيها انفجار سكاني كبير، وهي بحاجة أن تكون محافظة لكي تقدم خدمة أفضل لأبنائها، وكذلك هي بحاجة إلى افتتاح فرع جامعة حائل (بنين وبنات)، حيث يضطر جميع الطلاب والطالبات المتخرجين من المرحلة الثانوية للدراسة في جامعة حائل، قاطعين مسافة 350 كم ذهابا وإيابا. كما أفادا بحاجة المدينة الى وحدة صحية للبنين وأخرى للبنات، موضحين أن جميع الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات بحاجة إلى وجود وحدة صحية لمعالجتهم، كما هو الحال في مناطق المملكة المختلفة، حيث سعت وزارة التعليم إلى ذلك في كل المناطق. وذكرا أن عدد الطلاب والطالبات في المدينة كبير جدا، مطالبين بإيجاد مكتب للتعليم، كذلك افتتاح عدد من المدارس في الأحياء الجديدة. الحاجة إلى مستشفى وفي سياق آخر، أوضح كل من الشيخ عبدالله بن مشعان الهزاع ومانع مشعان الشمري، أن تربة بحاجة إلى مستشفى يخدم أبناء المدينة وضواحيها، حيث لم تحظ كغيرها بإنشاء مستشفى حكومي، حيث كان وما زال هو حلم الأهالي الذي لم يتحقق حتى الآن، رغم المطالبات المتكررة على مدى أكثر من 15 عاما، مشيرين إلى أن تربة حائل بهذه المساحة الكبيرة والكثافة السكانية وبهذه الأهمية، هي بحاجة ماسة وضرورية لإنشاء مستشفى عام بكامل الأقسام والكوادر البشرية والآلية، خصوصا أن العديد من القرى والهجر تتبعها، وتستمد خدماتها منها. نقص القطاعات الحكومية المواطن سلمان مشعان الهزاع، تحدث نيابة عن الكثير من أبناء تربة حائل، وطالب بإكمال النقص من الإدارات الحكومية التي تخدم المواطن في مدينة تربة. وأوضح الهزاع أن مدينتهم بحاجة ماسة إلى فرع لهيئة التحقيق والادعاء العام، وفرع للغرفة التجارية الصناعية، وشركة الاتصالات السعودية، ومكتب خدمات للكهرباء، ومكتب للعمل والعمال يقوم بخدمة المواطنين والمقيمين. وأضاف الهزاع ان مدينة تربة حائل بحاجة إلى وجود إدارة للنقل والطرق، تقدم خدماتها للمدينة والقرى والهجر التابعة لها. وناشد المواطن رضاء مشعان الشمري الجهات المسؤولة بازدواج طريق تربة - بقعاء، من خلال تنفيذ حلول سريعة، بسبب ما يعانيه المواطنون من ضيق وسوء الطريق، حيث وقعت عدة حوادث مرورية على ذلك الطريق، راحت ضحيتها أنفس بريئة، ولا يزال مسلسل الحوادث مستمرا. ورأى الشمري ضرورة اعتماد ازدواج هذا الطريق الهام والحيوي، الذي يعتبر رابطا بين منطقة حائل والمناطق الأخرى، إضافة إلى ارتياد شاحنات الأسمنت القادمة من مصنع حائل. كما تطرق رضاء الشمري إلى حاجة المحافظة إلى مركز اجتماعي، يخدم شباب المحافظة والطلاب، من أجل القضاء على أوقات فراغهم بما ينفعهم. من جانبه، طالب مشاري عبيد الشمري بافتتاح مشاريع تعليمية، نظرا للكثافة السكانية التي تشهدها مدينة تربة، بافتتاح مدرسة ابتدائية ثانية تخدم الأحياء الجديدة.