×
محافظة المنطقة الشرقية

الظهران: مخالفات مرورية في أول يوم دراسة

صورة الخبر

يُعد قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بقبول عشرة آلاف لاجئ سوري خلال العام المقبل قراراً يحظى بالترحيب، وهو حتى باعتباره استجابة صغيرة وجزئية للمأساة الرهيبة التي تتعرض لها سوريا والمنطقة بمعناها الأوسع نطاقا، يشكل خطوة إنسانية ضرورية، ولكننا نعلم جميعا بالطبع أن هذه الخطوة بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية في وقت تواجه أوروبا طوفانا يضم مئات الألوف من اللاجئين. ويواصل غيرهم السعي للوصول إلى مأوى بصفة أساسية في الأردن ولبنان وتركيا، بينما يتعرض حوالي ثمانية ملايين سوري للتشرد داخل بلادهم دون أن يكونوا على يقين بأنهم سيظلون آمنين. نهج مختلف ويجمع المراقبون على أن ما تمس الحاجة إليه لمواجهة الأزمة الرهيبة في سوريا بالإضافة إلى استيعاب اللاجئين، هو التوصل إلى نهج مختلف بصورة أساسية في التعامل مع الحرب الأهلية يحمل وعدا ليس بهزيمة تنظيم داعش والتخلص من الرئيس السوري بشار الأسد فحسب، وإنما أيضا التخفيف من جانب كبير من المأساة الإنسانية التي تتوالى فصولها هناك، وذلك في أقرب وقت ممكن. فالعالم يشهد مذبحة متواصلة من دون أن يقوم بأي شيء حيالها. والاستراتيجية التي يمكن تكون أكثر توفيقا في تحقيق هذه الأهداف المختلفة على الأقل بصورة جزئية هي تحقيق الكونفيدرالية في سوريا، فنحن بحاجة إلى عدد من الحلول الإقليمية وليس إلى أمل أقرب إلى المعجزة بصفقة سياسية كبيرة وشاملة أو بتحول عسكري كبير. ومن خلال مساعدة المعارضة السورية على إنشاء جيوب وملاذات آمنة داخل سوريا تبدو أقوى وأكبر بمرور الوقت، يمكننا على الأقل أن نساعد الناس الذين يقيمون في هذه المناطق، بينما نبني أيضا شيئا فشيئا استراتيجية سياسية وعسكرية يمكن أن تبرهن على نجاحها في مواجهة القوى المتطرفة والنظام السوري. وهذه الاستراتيجية تتمتع بميزة إضافية تدور حول قابليتها للتطبيق حتى بينما تصعد روسيا دورها في قطاعات معينة من سوريا، لأنها لا تقتضي تحديا عسكريا أميركيا مباشرا للمناطق الأساسية التي يحكمها الأسد. هذا النهج يضيف كذلك إلى الاستراتيجية الأميركية ما أعلنته واشنطن وأنقرة من أنهما ستوجدان منطقة آمنة في شمال سوريا. وعندما تقوم الولايات المتحدة بتدريب عدد مقبول من المقاتلين المنتمين إلى المعارضة السورية المعتدلة، فسوف يكون بمقدورهم تقوية مواطئ أقدام داخل سوريا، وستتحرك قوات التحالف الدولي دعما لهذا التوجه ليس من الجو فحسب، وإنما بقوات خاصة ومجاهدين على الأرض. سيؤدي إيجاد هذه الملاذات الآمنة إلى مناطق لن تواجه مجددا احتمال أن يحكمها أي من الأسد أو تنظيم داعش. وهي ستشكل أيضا مناطق يمكن فيها إمداد السوريين بالإغاثة الإنسانية وإعادة فتح المدارس وتجنيد قوات معارضة أكبر عددا وأفضل تدريبا. ويمكن لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن تقدم يد المساعدة في الإغاثة على نحو يتجاوز بكثير ما هو قائم حاليا. ولا يتعين تحديد التصور النهائي لهذه المناطق مقدما، وقد يكون الهدف هو سوريا كونفيدرالية تضم العديد من المناطق التي تتمتع بالحكم الذاتي وبحكومة وطنية متواضعة. وسيقتضي هذا الكيان الكونفيدرالي دعما من قوة حفظ سلام دولية ربما تشارك فيها روسيا إذا أمكن إضفاء الطابع الرسمي على هذا الترتيب من خلال الاتفاق. ولكن في المدى القصير، فإن سقف هذه الطموحات سيكون منخفضا ويتمثل في جعل هذه المناطق قابلة للدفاع عنها ولحكمها وإمداد المقيمين فيها بالإغاثة وتدريب المجندين وتسليحهم، بحيث يمكن تثبيت هذه المناطق وتوسيع نطاقها. يمكن لهذا النهج أيضا أن يقلل الخلافات مع الرعاة الآخرين لقوات المعارضة وبين هؤلاء المقاتلين أنفسهم بالمساعدة على إزالة الشك الذي يدور حول أن واشنطن قانعة بتحول وجود حكومة الأسد في الوقت الحالي باعتبارها أهون الشرين. وبهذا الشكل ستكون لدينا خطوة تتمتع بالمصداقية بمساعدة قوى المعارضة السورية على البدء في انتزاع أراض من الأسد وتنظيم داعش في مدى قصير. يمكن تنفيذ هذه الخطة في المناطق الأكثر أمنا أولا، ربما في المناطق الكردية وكذلك قرب الحدود الأردنية بالتعاون مع القوات الأردنية.