×
محافظة المنطقة الشرقية

عبدالله الرمضان عريساً

صورة الخبر

بداية أود أن أوضح نقطة أعلم جيداً أن التوضيح لا يفيد إزاء عقولٍ متخشبةٍ لا ترى إلا بعين واحدة و لا تسمع إلا ما يتوافق و صدى هواها ، لكن نقول ذلك شهادة على أنفسنا أمام الله و أمام الضمير و أمام خوفنا على وطننا من أي حادثة أياً كان شكلها أو حجمها أو قوتها، و بعد ذلك فليقل المرجفون و الحاقدون و الجاهلون و الأنانيون و المفلسون و الأعمى البصائر و البصيرة ما يقولون فلا يهمني قولهم و لا تخيفني أراجيفهم إزاء راحة الضمير و قول الحق ، فهم عندي و الحقد و الجهل سيان ، إن علاقة الكويت بسوريا الدولة و سوريا الوطن و سوريا الشعب و سوريا الأخوة لا تحتاج إلى شرح أو توضيح ، فحسبنا أن العلاقة ضاربة الجذور فلا هي طارئة أو عابرة ، و السوريون كأي شعب عربي تربطنا به القربى و علاقة الدين و الثقافة و المصير المشترك ، و لعل هذا الأخير قد تجلى وضوحاً عندما تمادى المقبور صدام حسين استخفافاً و غروراً ودنست قواته الغاشمة أرض الكويت الطاهرة ، فكان صوت الرئيس المرحوم حافظ الأسد أول من حذّر الكويت من حماقة صدام حسين و أطماعه في الكويت ، و أول من رفع يده في القمة الطارئة التي انعقدت في القاهرة بعد اجتياح القوات العراقية للأراضي الكويتية مؤيدا الكويت و مؤيدا الاستعانة بالقوات الدولية لتحرير أراضيها و طرد المعتدي الغاصب ، هذه المواقف العظيمة من سوريا إزاء الكويت لا تُنسى و لن تنسى لأنها لم تبن على مصلحة سورية وحسب و لكنها بنتيت خوفاً من ضياع الكويت ، و على الكويتيين أن يحافظوا و يحفظوا و يذكروا و يتذكروا لحافظ الأسد و لسوريا الأسد و لسوريا الدولة و الشعب تلك المواقف الأخلاقية ، فحافظ الأسد لم يبن موقفه حيال قضية الكويت خوفا من غزو صدامي أحمق للأراضي السورية ، فالأسد كان على يقين لن يجرأ صدام الاقتراب ولو ببوصة واحدة للحدود السورية ، و لا المقبور صدام كان يجرأ أن يغامر بالاتجاه نحو الأراضي السورية بعكس بقية الدول التي انضمت إلى قوات التحالف من أجل تحرير الكويت التي خافت أن يطولها ما طال الكويت من مغامر أحمق ، فحرب الكويت كانت حرباً اتقائية أو وقائية و استباقية من نزق و مغامرات صدام و إدخال المنطقة في حروب لا تنتهي هذا أولاً و ثانياً أن للعمالة السورية من حيث الأفضلية لا ريب يأتون في الترتيب الأول بالمقارنة مع عمالة عربية و أجنبية و هو ما يجعلنا ألا نخاف من وجودهم وجوداً قانونياً يتفق و صحيح القانون ، غير أن الأمر مختلف إذا دخل السوريون الفارون من جحيم الحرب الدائرة في بلدهم للكويت بدون وثائق خاصة تثبت شخصياتهم ، و هو ما يسمى عرفاً باللجوء أو الفرار أو النزوح ، لقد قلنا و قال غيرنا أن الكويت لاتتسع و غير مؤهلة لاستقبال لاجيين سوريين أو غير سوريين لعدة أسباب لعلها لا تغيب عن أذهان أخوتنا السوريين ، فالكويت بمحدودية مساحتها و بضعف إدارتها العاجزة حتى عن تلبية أو حل المشاكل المحلية الراهنة هي إحدى المبررات الكافية لعدم استقبال لاجئين ، إن الادارة الكويتية التي عجزت أكثر من نصف قرن حل قضية ال120 ألف من البدون و التي عجزت عن تلبية حاجة الكويتيين للعمل و حل مشكلة البطالة المتضخمة و عجزت توفير الرعاية السكنية لعشرات الآلاف من الشباب الذين يقفون طوابير على بوابة هئية الإسكان ، فهل تنجح إيواء لاجئين تفوق أو تنقص أعدادهم أعداد الأخوة البدون أو طالبي الرعاية السكنية أو الوظيفة ، لذلك نقول و نكرر و أرجو أن يفهم الآخرون مقاصدنا ، و هو حديث نوجهه أولاً للواء مازن الجراح الوكيل المساعد لشؤون الجنسية و الجوازات و الهجرة في وزارة الداخلية الذي أعلن عن فترة سماح للسوريين الذين دخلوا البلاد بعد الحرب السورية لتعديل أوضاعهم القانونية في الكويت إلى حين تحقيق السلام في سوريا ، نقول لماذا فترة سماح في حين بوابة السفارة السورية مفتوحة و يمكن مراجعتها و تسجيل الأسماء لديها ، فخوفنا أن يتحول اللاجئون السوريون مع توالي الأيام من لاجئين إلى مشكلة بدون جديدة ، لذلك نحذر اللواء الجراح من الانجرار وراء العواطف أو الخضوع للضغوط ، فكفى الكويت معاناة البدون و معاناة الوافدين و تجار الإقامات و المتاجرون بالبشرو العمالة السائبة ، ذلك أن العلة لا بتحديد فترة سماح إنما بتحديد الهوية .... حسن علي كرم