أكد صيادون بالمنطقة الشرقية أن القروض التي يقدمها الصندوق الزراعي تمثل عنصرا أساسيا في استدامة حرفة الصيد، مشيرين إلى أن الدولة أولت مهنة صيد الأسماك اهتماما كبيرا، الأمر الذي يتمثل في تقديم الكثير من التسهيلات وكذلك توفير الأجواء المناسبة لممارسة الصيد، مضيفين، أن المرافئ العديدة التي أنشئت في السنوات الماضية ساهمت في سهولة دخول المراكب، مشيرين في الوقت نفسه إلى وجود صعوبات ما تزال قائمة ولعل أبرزها معضلة العمالة والتي تمثل العمود الفقري في استمرار زخم الصيد بكميات كبيرة. وذكروا خلال ندوة نظمتها ديوانية المقهى الشعبي بمهرجان الدوخلة الحادي عشر بسنابس بمحافظة القطيف، أن القروض الميسرة التي تقدمها الدولة ساهمت كثيرة في مساعدة الصيادين خلال السنوات الماضية، خصوصا أن القروض تصل إلى 600 ألف ريال، الأمر الذي يرفع عن كاهل الصيادين صعوبة الحصول على السيولة اللازمة لشراء المراكب التي تستنزف أموالا كبيرة لا تقل عن 500 ألف في الغالب. وأوضح عيسى الصويتي «نوخذة» أن عملية الإبحار في القديم محفوفة بالمخاطرة الشديدة، الأمر الذي يمثل استمرار البعض في احتراف هذه المهنة التي تتطلب البقاء في عرض البحر لأيام عديدة، لافتا إلى أن الآباء تحملوا مصاعب كبيرة في سبيل طلب الرزق، مضيفا، أن العديد من الأبناء في المناطق الساحلية يمتهنون هذه الحرفة منذ سنوات طويلة، حيث يتوارثها الأبناء عن الآباء جيلا عن جيل، مبينا، أن الصعوبات التي تكابد الأجيال السابقة في حرفة صيد الأسماك ليست في نوعية المراكب المستخدمة والتي تتطلب فترة زمنية للوصول إلى المواقع المحددة أو المستهدفة منذ الانطلاقة الأولى من الساحل، بل تكمن كذلك في صعوبة التعامل مع إخراج القراقير «الأقفاص» من قاع البحر بهدف جمع الصيد، فضلا عن المصاعب الكبيرة التي تهدد حياة الصيادين في عملية مواجهة الرياح الشديدة التي تهب دون سابق إنذار. وذكر أن الكثير من المصاعب السابقة اختفت تماما في السنوات الأخيرة، جراء التطور التكنولوجي الحاصل في عملية تحديد المواقع و كذلك وجود مراكب سريعة للغاية تستخدم ماكينة قادرة على قطع مسافات طويلة في غضون ساعات قليلة، مبينا أن عملية استخراج القراقير لم تعد معضلة في الوقت الراهن، نظرا لامتلاك غالبية المراكب الرافعات القادرة على استخراج تلك الأقفاص من قاع البحر، لافتا إلى أن تحديد مواقع القراقير يتم بواسطة أجهزة GPS سواء في الليل أو النهار. وأشار إلى أن أماكن صيد الأسماك القريبة تعرف لدى الصيادين باسم الهيرات مثل أبوحاقول وأبودقل والغريبة، فيما البعيدة فهناك مسميات عديدة منها وجنى وكران وكرين وغيرها. فيما تحدث علي أبوعبيد «نوخدة» عن بداياته في التعرف على أسرار البحر من خلال العمل في مهنة الصيد من نعومة أظفار، لافتا إلى أنه عمل مع العديد من النواخذة المعروفين والمشهورين في المنطقة من أمثال سلمان بن حبيب وجعفر الزوري وسيد ماجد وراشد الضامن وغيرهم.