لا شك أننا نفرح حين نرى بوادر تطور إيجابي يحدث للخدمات المقدمة سواء كان في القطاع العام أو الخاص. ولكن يسعدنا أكثر حين نلمس أن أحد القطاعات العامة على وجه الخصوص تتطور وتتقدم في خدماتها؛ مواكبة للعصر، لأن البعض يرى أن تلك القطاعات بالذات بطيئة في الأداء، ويكثر فيها البيروقراطية بمعنى الروتين والرتابة. في الآونة الأخيرة، أشاد كثير من المراجعين للأحوال المدنية بتطور وسرعة الخدمات وهذه بشرى حسنة. لقد كانت في الماضي صالات الانتظار تعج بالمراجعين وبالزحام وبطول الانتظار، وأصبحت اليوم الإجراءات أسهل وأسرع، وهذا يحسب للقائمين والعاملين في ذلك القطاع. ولعلنا نعرج على بعض النقاط، والتي نتمنى أن تحذو حذوه باقي القطاعات في هذا المجال، وذلك للتنافس المحمود الذي يخدم المواطن والبلد، وكذلك لا يخلو من الأجر والدعوات من الناس بالتوفيق، والذكر الحسن الطيب. منها أننا حين نبرز ونشكر من يقدم عملا ممتازا، فذلك يدفع الآخرين للتنافس، ويرفع من فعاليتهم وحماسهم. والكلمة الإيجابية الحسنة للعمل الراقي تعتبر كالوقود دافع إلى الأفضل والأحسن. ومن الدروس: الاستفادة من موقع الخدمات الإلكترونية التي توفر الوقت والجهد بحيث تعبأ البيانات والنماذج المطلوبة ومن ثم تجهيزها ومراجعتها؛ للتأكد من صحتها قبل الذهاب إلى موعد المراجعة. إضافة إلى كسب الوقت وسرعة الإنجاز، وتقليل وقت الانتظار. وكذلك فكرة المواعيد وحجزها مسبقا عن طريق الموقع هي فكرة ممتازة؛ لضمان أن يكون هناك ترتيب ونظام لإنهاء المعاملات بدل كثرة الداخلين على الصفوف والطوابير. ومنها التنظيم داخل المبنى واللوحات الإرشادية، وقسم الاستقبال الفعال ليعرف المواطن أين يذهب بدل سؤال من هنا وهناك كالتائه الباحث عن الطريق. ومنها فكرة فتح عدة فروع للتسهيل على المواطن والمقيم في تنقلاته، ولتخفيف الزحام سواء زحام السيارات أو المراجعين. ويوجد 15 فرعا في المنطقة الشرقية وحدها، حسب موقع الأحوال المدنية الإلكتروني. وكذلك فكرة الوحدة المتنقلة تعتبر فكرة رائدة لتسهيل المعاملات خصوصا للقطاعات الحكومية والأهلية، والهدف منها أيضا التيسير على المواطنين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ولا شك هذه نقلة نوعية أيضا. أما بالنسبة للاقتراحات لزيادة الرقي والتطور، فربما دراسة فكرة تخصيص فترة مسائية قصيرة للذين لا يستطيعون الحضور في أوقات الدوام الرسمي؛ بسبب ارتباطات العمل، وأيضا للحالات التي قد تكون طارئة، وبذلك يكتمل عقد الخدمات الراقية الفريدة. ومن الاقتراحات بوجه العموم، أن يكون هناك حفل وجوائز وحوافز مادية ومعنوية سنوية للدوائر الحكومية في مجال الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، سواء كانت للخدمات التقليدية أو الإلكترونية المتطورة؛ لأن ذلك يخلق نوعا من التنافس للأفضل والأرقى. وأخيرًا، لقد لمست وسمعت من أكثر من مراجع يثني على الجهود المقدمة والخدمات والقفزة النوعية للأحوال المدنية، ونتمنى أن يستمر الأمر في التحسن والتنافس؛ لتقديم أفضل الخدمات. وأن يكون ذلك دافعا إلى الأمام وليس الاكتفاء بما أنجز؛ لأن الوصول إلى القمة صعب، ولكن المحافظة عليها أصعب وأشق وأجمل.