على مر التاريخ البشري والخير والشر صراع، ولن يعيش الإنسان إنسانيته إلا إذا عظم في نفسه وجوده كإنسان، وقد رأينا كائنات مفترسة تعطف وترحم وتدافع عن كائنات ليست من جنسها رغم فطرة الافتراس، وهذا دون شك محرج للبشرية، خصوصًا من أفرغت أرواحهم من القيم والمبادئ، فأين تجد نفسك يا سعد؟ وما شعورك حينما ترى فتاة تجعل من نفسها درعا بشريا لتنقذ مصابا لا تعرفه؟ وأنت تقتاد ابن عمك وتضحي به لتكسر فرحة العيد في نفس كل مسلم بل كل من يعد نفسه إنسانًا! ألم تتلقَّ كما تلقت أريج أن من قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا؟ ألم تتعلم كما تعلمت أريج أن من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا؟ ألم يكن المعلم، والمقرر، والمنهج، الذي استقت منه أريج إنسانيتها ووطنيتها وشهامتها ووفائها هو المنهج الذي تتلمذت عليه؟ بلى، ولكن الفرق أن نفسك أرخصتها في سبيل الشيطان الذي أرقت دم ابن عمك قربة إليه! بينما أريج ضحت بنفسها في سبيل إنسانيتها وقيمها ووطنها؛ فكانت لطمة موجعة في وجه من يفكك روابط هذا الوطن.. لقد قدمت أريج (الإنسانة) و سعد (المجرم) نموذجين مختلفين تماما في فهم الحياة: الأول يحكي سيرة وطن وعزة نفس وقيمة إنسان والأخر يحكي عبودية عقل متحجر لفكر ضال. فكم أنت غالية على هذا الوطن يا أريج!! وكم هي خسارة فيك يا سعد قطع الشاش الذي ضمد بها جرحك وأنت تقاوم رجال الأمن لتنحر الوطن في يوم النحر!! رابط الخبر بصحيفة الوئام: أريج الممرضة وسعد الداعشي