إن إعتقدت أنك حقا عرفت الحب فهذا يعني أنك لم تعرف شيئا، لأن ما بحثت عنه وخلفه هرولت وإليه سعيت في كل الاماكن لم تصل اليه في المكان المعني وهو اللامكان قلبك. إذهب إلى أي مكان في العالم لكنك أينما ذهبت وأينما حللت فإنك لن تلاقي و لن تجد اللامكان الذي هو مركز ذاتك حيث يضيع أول وآخر الزمان ويتوقف كل شيء عدا حي يحيا هائما في الحب .. ومن يحيا هائما في الحب لا يسمع إلا صدى الصوت، ومن يصاحب الصمت ويبتعد كل البعد عن الكلام، يعيش في صمت حتى يتلاشي ويفن. إفتح جناحي قلبك لترتفع بهما عن الأرض فلا شيء تخافه ، وليس هناك شئ تخسره، لا تخاف شيئا فها أنت على شفير الذوبان والتلاشي إلى الأبد وسط وعي هائم خلف الساحب أبعد من كل الأبعاد. ليس هناك مكان لتذهب إليه .. فقط إستسلم حتى يسلم عقلك .. حتى يسلم جميع ما بداخلك وما يكون شخصيتك .. يسلم ويستسلم وينحني .. وعن الطريق يبتعد مختفيا خلف الأفق البعيد حتى تتلاشى من أمامك كل الحدود وتتنحى من أمامك كل العقبات ولا تبقى سوى المساحات، مساحات فارغة يملؤها الصفاء. علي العرادي