تحطمت طائرة نقل عسكرية أمريكية في شرقي أفغانستان، فيما يقوم الجيش والشرطة الأفغانيان بتمشيط قندز لضبط مقاتلي حركة طالبان الذين يختبئون فيها بعد استعادة هذه المدينة الاستراتيجية في شمالي البلاد. وتحطمت طائرة عسكرية أمريكية من طراز سي-130 ليل الخميس الجمعة، في شرقي أفغانستان ما أدى إلى سقوط أربعة عشر قتيلاً بينهم ستة عسكريين أمريكيين من حلف شمال الأطلسي. وتحطمت الطائرة قرابة منتصف ليل الخميس الجمعة في مطار جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار شرقي أفغانستان. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن ستة عسكريين أمريكيين وخمسة متعاقدين في شركات تعمل للحلف قتلوا، من غير أن يكشف جنسيات هؤلاء الموظفين، وبين القتلى أيضاً مواطنون أفغان. وأوضح الكولونيل في سلاح البر الأمريكي براين ترايبوس أن الطاقم والركاب قتلوا. وأكدت حركة طالبان التي تتبنى باستمرار بلا أدلة حوادث جوية في أفغانستان وتبالغ في الأرقام التي تعلنها، أنها أسقطت الطائرة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان على موقع تويتر أسقط مجاهدونا طائرة أمريكية ذات أربعة محركات في جلال آباد. وأضاف استناداً إلى معلومات جديرة بالثقة قتل 15 من عناصر قوات الاحتلال وعدد من عناصر القوات الدمية. لكن الكومندان توني ويكمان الذي يعمل في بعثة الحلف عبر عن ثقته شبه الكاملة بأن أي هجوم من العدو لم يسهم في تحطم الطائرة. والمتعاقدون الذين قتلوا كانوا يعملون لحساب المهمة الجديدة للحلف التي تهدف إلى تقديم النصح للقوات الأفغانية وتأهيلها بعدما أصبحت وحيدة في مواجهة تمرد طالبان منذ انتهاء المهمة القتالية لقوات التحالف في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتقع جلال آباد على محور استراتيجي بين المنطقة الحدودية المحاذية لباكستان حيث يتمركز العديد من المتمردين وكابول. وقد استهدف المطار المحلي الذي يضم قاعدة عسكرية مهمة بهجمات مرات عدة. ويأتي حادث تحطم الطائرة فيما شهدت مدينة قندز هدوءاً حذراً بعدما استعادها الجيش من مقاتلي طالبان. وقال الناطق باسم شرطة الولاية سيد سروار حسيني إن قوات الأمن انتشرت في قندز مستفيدة من هذا الهدوء. وأضاف نقوم بتمشيط الشوارع الصغيرة والبيوت للعثور على مقاتلي طالبان. سنجدهم وسنقتلهم. وقال سكان هذه المدينة التي تضم 300 ألف نسمة وتقع على طريق طاجيكستان إنهم لم يعودوا يسمعون إطلاق نار الجمعة غداة استعادة المدينة الذي جرى بفضل المساعدة الحاسمة للطائرات الأمريكية وجنود حلف شمال الأطلسي. وعلى الرغم من هذا الهدوء، يبدو أن الوضع الإنساني صعب. فقد عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلق متزايد على رخاء المدنيين ومن نقص المواد الطبية والطواقم. وأحصت وزارة الصحة الأفغانية منذ الاثنين ستين قتيلاً و400 جريح بينما قال المركز الطبي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود إنه يعالج 345 شخصاً بينهم 59 طفلاً. (أ.ف.ب)