أعجبني، أيّما إعجاب، الفيلم السينمائي المغربي (نبع النساء)، والذي تدور أحداثه الـمُقتبسة من قصّة واقعية، في قرية مغربية نائية، تقع في قلب جبالٍ وعرة، ولا مصدر للمياه فيها سوى نبْع معلّق في قمّة هذه الجبال!. وبالطبع لم يُوصّل النبع بالقرية بشبكة من المواسير، فشقّ ذلك على سُكّانها، وما دروا أنّ حالهم لا يختلف كثيراً عن حال بعض الناس هنا مع شركة المياه، إذ لم تُوصّل الشبكة لبيوتهم، والتي وُصِّلَت منها تُعاني من الجلطات والتسرّبات، كما تصلهم المياه لخزّاناتهم لمدّة ساعات قليلة كلّ أسبوع، أو أسبوعين، أو شهر، أو أكثر، حسب حظوظهم، ولا زال بعضهم يستخدمون الصهاريج لجلْب المياه!. (معليش)، أعتذر إذ خرجْتُ قليلاً عن نصّ المقال، والشاهد هو أنّ رجال القرية أمروا نساءهم بجلْب المياه من الينبوع، فامتثلْت النساء لفترة طويلة، غير أنهنّ وبعد أن أصابهنّ الإرهاق، طلبْن من الرجال تولّي المهمّة، لكنّهم رفضوا بداعي العجرفة والكسل وازدراء النساء، فما كان منهنّ سوى مقاطعتهم في كلّ شيء، حتى يجلبوا المياه بدلاً منهنّ، وكان لهنّ ما أردْن بعد حوادث طريفة وكفاح طويل ومُثير!. فيا تُرى كم من مشكلةٍ أخرى تُعاني منها النساء ويمكن حلّها جذرياً وسريعاً بمقاطعة الرجال؟ أنا لا أحرّضهنّ على الرجال، لكنّ كثيراً من مشكلاتهنّ سببها مواقف الرجال الـمُجْحِفة بحقهنّ، والنبع هنا لا أقصد به مصدر المياه فقط، بل نبع الحبّ والحنان، والمودّة والعطاء، والسكن والتضحية، التي تقدّمها المرأة للرجل مجّاناً بلا حساب، فإن لم تجد التقدير المعنوي، نضب النبع، وأصبح ماؤه غوْراً، حتى إذا ما أُلْقِي فيه دلو لم يحمل من جوفه سوى الهمّ والنكد والكيْد، وكلّ رجل يعرف خلاصه!. تويتر: T_algashgari @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :