تباينت ردود أفعال المواطنين حول تحذير وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات الخيرية من وضع حاويات لجمع التبرعات العينية من ملابس وغيرها، سواءً عند المساجد أو الأسواق والأماكن العامة، خاصةً مع دخول شهر رمضان الفضيل،وذلك في إطار سعي الوزارة لوضع آلية جديدة لجمع التبرعات العينية عن طريق الحاويات وإصدار تنظيم جديد لها. وعلى الرغم من ذلك؛ يبدو المشهد على باب المعرض الخيري لجمعية البر لاستقبال الأثاث مفعماً بالحيوية، فهناك سيارة نقل عملاقة محملة بقطع أثاث مختلف الأصناف والأشكال، من الواضح أنّه قد تم جمعها من أكثر من بيت، حيث يتصلون على الجمعية، ويخبرونهم أنّ لديهم أثاثاً، وتحدد الجمعية موعداً للذهاب إليهم، ليفكوا الأثاث، وتحميله على عربات النقل، والقدوم به إلى المعرض، لكن يحدث كثيراً أن يكون معظم الأثاث قد تم بيعه قبل أن ينزل إلى أرض المعرض؛ لأنّ كثيراً من الناس يأتون على أمل الحصول على قطع أثاث جيدة، وغالبيتهم من المقيمين داخل المملكة، أو من المواطنين "العزاب"، او ممن يرغبون بشراء أثاث لغرفة خادمة أو سائق، ويكون تسعير القطع بشكل تقديري غالباً، ولكنّه دائما أقل مما يتخيل المشتري، فيمكن أن يحصل على غرفة نوم كاملة أو مجلس عربي أنيق بأقل من (2000) ريال، ويمكن أن يحصل على قطع فنية ومعدات ضرورية ب(50) ريالاً وأقل. تأييد القرار وذكرت "زينب عبدالواحد" -خريجة كلية الاقتصاد المنزلي- أنّها تتفهم موقف الوزارة من الحاويات، فهي مظهر غير حضاري يشوه شكل الشارع والمساجد التي توضع أمامها، كما أنّ الناس اعتادوا على وضع صدقات عينية أقرب الى المخلفات منها إلى الصدقات الطيبة، التي يجب أن تخرج صالحة ومهيأة للاستخدام، مضيفةً: "كما أنّ اللواتي يضعن ملابس جميلة وجديدة أو شبه جديدة يعرضن صدقتهن هذه إلى التلف، قبل أن تجمعها الجمعيات الخيرية من الحاويات، وذلك بما للتغيرات الجوية من تأثير مدمر على الأنسجة والألوان، وبالتالي هذه الحاويات ليست إلاّ مظهراً سيئاً، ولا جدوى منها، وأنا أشد على يد وزارة الشؤون الإجتماعية لرغبتها في تقنين وضعها، والتشديد على عدم وضعها باسم الوزارة في المواقع الحيوية". قرار غير منصف! واعتبرت "أم نايف السعدي" أنّ القرار اجحاف كبير لا مبرر له، مشيرةً إلى أنّ وجود الحاويات التي تتبع جمعيات خيرية كبرى معترف بعملها على أرض الواقع مما يريح البال، مضيفةً: "كل عام مرة أو مرتين نبدل ونغير الملابس، ونخرج ما هو صالح للاستعمال، ويمكن أن يستفيد منه غيرنا، ووجود الحاوية الخاصة بجمع الملابس يسهل علينا جداً مسألة التبرع بالملابس، ولكن بعد أن تمت إزالة الحاويات، فهذا معناه أن نلقي بملابسنا في مكبات النفايات، وفيها كثير شبه جديد أو حتى لم يستخدم، ولا أدري ما السيئ في مظهر هذه الحاويات، ولا أعرف كيف يراها البعض مظهرا غير حضاري، وإذا كان ولابد من تغيير الحاويات، فلماذا لا يغيرون شكلها؟، لتصبح في مظهر جمالي على جانب الطريق، وتكون أكثر إحكاماً، منعاً لتسرب المياه، ويكون المرور عليها بمعدل اسبوعي، حتى لا تتكوم الملابس داخلها وتتلف، فالحاوية القريبة من بيتي عند المسجد كان يمر عليها شهور قبل أن يأتي من يفرغها، وكنت آسى على الملابس داخلها من حر الصيف أو مطر الشتاء، لكنها حوادث فرعية لا تنفي حاجتنا لوسيلة قريبة من بيوتنا، يمكننا أن نضع فيها تبرعاتنا العينية بشكل مباشر، عوضاً عن الذهاب لمقر الجمعية الأصلي، وهو مشوار لا نجد من البعض استعداداً له وقت ما نريد". صدقة طيبة وقالت "حنان الرملاوي": "الفكرة جيدة لكن ينقصها أمور من الطرفين، ممن يقدمون أثاثهم القديم وممن يستلمونه منهم، فمن يتبرعون عليهم أن يراعوا الله، ففي معظم الأحوال تكون تبرعاتهم قطع أثاث متهالكة لا تصلح حتى للقمامة، وهم يتصورون أنّهم يحسنون صنعاً بارسالها لجمعيات البر، وهذا أمر يتعارض مع ديننا الحنيف، وعلى كل متصدق أن يحسن إخراج صدقته، فان كانت ملابس فلينظفها، ويرتق شقوقها، ويكويها، وإن كانت أثاثاً يصلح ما انكسر منه، ولا يخرج إلاّ ما يصلح لغيره فعلاً لا اسماً وتظاهراً". وأضافت "حنان" أنّها لاحظت بطء استجابة الجمعيات، ويمكن أن يعطوا المتبرع موعداً بعد اسبوعين أو ثلاثة!، في حين أن الراغب في التبرع يكون قد رتب أموره على وضع قطع جديدة بدلاً عن القديمة، أو يكون أنهى خدماته، أو يكون مسافراً لمدينة أخرى، والميعاد المتأخر يدفع المتبرعين إلى إلقاء أثاثهم في القمامة، مشيرةً إلى أنّ معارض الجمعيات لا تحظى بالكثير من الاهتمام، وما وضع فيه ما لم يرغب به أهله، وطريقة عرضه لا تشجع أصلاً على اقتنائها.