×
محافظة المنطقة الشرقية

وزير الداخلية الألماني يغير موقفه بشأن اللاجئين

صورة الخبر

تسلمت المذيعة آن كلير كودري موقعها الجديد كمقدمة لنشرة أخبار الظهيرة والمساء خلال عطلة نهاية الأسبوع، من على شاشة القناة الفرنسية الأولى. ولم يمر الحدث مرور الكرام لأن كودري تجلس على الكرسي ذاته الذي خُلعت منه زميلتها كلير شازال التي تمكنت من المطاولة عليه لأكثر من 20 سنة. ولمعرفة حجم الاهتمام الذي أحدثته النقلة يكفي القول إن نشرة أخبار القناة الأولى هي الأكثر متابعة من الجمهور الفرنسي. وقد جلس 10 ملايين مشاهد لرؤية شازال وهي تقدم نشرتها الأخيرة، قبل أسبوعين. فالمذيعة كسبت حب الفرنسيين بفضل سماحة وجهها وحياديتها في تقديم مختلف الأحداث المحلية والعالمية، وكذلك لسلامة عبارتها وحصولها أكثر من مرة على جائزة المذيعة الأكثر احتراما للغة الفرنسية. فمن المعروف أن المذيع لا يكتفي بتلاوة نشرة يكتبها له غيره، بل يسهم كصحافي متمرس في تحريرها وصياغتها. طبعا فإن شازال كانت تتوقع أن يأتي اليوم الذي تترجل فيه عن تقديم نشرات الأخبار، لكنها كانت تطرده من بالها مثل كابوس مزعج. وهو الكابوس الذي قدمت الشاشة الكبيرة صورة له، قبل ثلاث سنوات، من خلال فيلم قامت ببطولته النجمة كاترين دينوف، ودارت حبكته حول مقدمة شهيرة لنشرات الأخبار يجري الاستغناء عنها في غفلة منها بسبب تقدمها في السن. لقد كانت تتصور نفسها مثل أي ديكتاتور في العالم الثالث، لا غنى للشعب عنها ولن يسير البلد من دونها. إلى أن جاءت لحظة الخلع القسري. ولعل الأمر نفسه حصل مع شازال، الذي استلهمت السينما شخصيتها، فهي تصورت أن إدارة القناة لن تجرؤ على التخلي عنها نظرا لشعبيتها الكبيرة. لكن غاب عن بالها أنها تقترب من الستين، وأن التلفزيون يعيش على اللحم الطري لا على التجاعيد. طارت كلير وحطت آن كلير. انطفأت شقراء ولمعت شقراء جديدة. ذلك أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن المشاهد الفرنسي يحب الشعر الأصفر والأعين الملونة. ومن عود إلى الصور القديمة لآن كلير كودري يلاحظ أنها ذات شعر طبيعي أسود. وهذا يعني أنها غيرت لون شعرها لمواكبة طموحها المهني ونزولا عند أذواق المشاهدين. وبعد وداع العشرة ملايين للملكة كلير الأولى، فإن مهمة المذيعة الجديدة للأخبار لن تكون سهلة، رغم أنها جميلة وقديرة وأنيقة وتعتبر شابة بمقاييس نجوم نشرات الأخبار في القنوات الكبرى حيث تبلغ من العمر 38 عاما. بدأت كودري عملها في القناة الأولى ضمن طواقم التحقيقات العالمية. وكان أول ظهور لها على الشاشة قبل ثلاثة أصياف كبديلة لكلير شازال خلال الإجازة. إنها صحافية تحب العمل في مواقع الأحداث. أما عملها في التغطيات الخارجية فيعود إلى ما قبل 15 سنة، أي منذ أن كانت تبلغ من العمر 23 سنة. وفي السنوات الأخيرة غطت انتخابات ساحل العاج في عام 2010، وتابعت فضيحة المدير السابق لصندوق النقد الدولي، ستروس كان، من نيويورك عام 2011. وفي السنة التالية عادت إلى الولايات المتحدة لتغطية الانتخابات الرئاسية. وبعدها سافرت إلى مالي لنقل تحركات القوات الفرنسية هناك. وطبعا فإن اقتحام التلفزيون لا يعتمد على الشعر الأشقر والابتسامة الجميلة، بل لا بد من مؤهلات علمية وشخصية قوية وفي الوقت نفسه ناعمة ومحببة للمشاهدين. وبالنسبة لكودري المولودة في مدينة نانت، فإنها مثقلة بالشهادات. فقد أنهت الثانوية بتفوق في مسقط رأسها وكانت تفكر في دراسة الطب، لتسير على خطى أبيها، لكن إعجابها بالصحافية ونجمة التلفزيون الفرنسي آن سانكلير دفعها لدراسة التاريخ في الجامعة، ونالت شهادتها الأولى لتنتقل إلى مدينة ليل، شمال البلاد، وتحصل على شهادة ثانية من المعهد العالي للصحافة الذي يعتبر من أعرق معاهد مهنة المتاعب وأقدمها في أوروبا. تمنح كودري الانطباع بأنها شابة بسيطة، سواء أكانت تغطي الأحداث في مواقعها أو تجلس على كرسي نشرة الأخبار. وهي لم تكرس حياتها للعمل فحسب، بل أنجبت طفلة في بداية الصيف الحالي، الأمر الذي لم يمنعها من نقل مراسم العيد الوطني الفرنسي بعد الولادة بثلاثة أسابيع. أما نشرتها الأولى كمقدمة رئيسية وليست بديلة فقد قدمتها حال انتهاء إجازة الوضع. ما اسم ابنتها؟ أماليا. ما اسم الزوج؟ هنا يهبط الستار وتسكت كودري عن الكلام المباح لأنها تنوي حماية حياتها الشخصية من مطبات الشهرة والنجومية. أما ما ستأتي به الأيام وهل تنجح في اختراق قلوب المشاهدين مثل كلير شازال، فسؤال جوابه في باطن الغيب.