حين أتابع سلوك الأثيوبيين مع ما استجد بعملية تطبيق الأنظمة في المجتمع، وما يحدثونه من «تمرد»، ويشيعونه من «ربكة».. و»فوضى» بلغت حد الاعتداء، والتظاهر، والمساس بالمقدرات العامة، بل الخاصة، إذ بلغ ببعضهم التمرد إلى اقتحام البيوت الخاصة وسلب ما فيها من أثاث، ومال، وغذاء..، وقطع الطرق، وترهيب الناس، ينطبق عليهم المثل الذي جرى على الألسنة: «استوْحشْ من جوع الكريم، ومن شبع اللئيم»، فالشاعر قال: «متى تضع الكرامة في لئيمٍ فإنك قد أسأت إلى الكرامة»،.. وآخر أكد هذا المعنى بقوله: «إن أنت أكرمت اللئيم تمردا».. ذلك لأن هؤلاء قد غرقوا في كرم هذا المجتمع سنين عديدة، يتحرّكون كما يشاءون، ويعملون في البيوت بأعلى الأجور، ويتحكمون في نوعية عملهم، ويسكنون في مناطق خصتهم وحدهم، ويستطيعون تمرير بقائهم غير النظامي بطرق مختلفة..، وحين حزب الأمر ظنوا أنهم ملكوا حريتهم، وأصبح بقاؤهم غير النظامي حقاً لهم، وليس لأحد أن يردهم إلى جادة النظام.. لذا يعاني معهم الآن رجال الأمن فيما يحدثونه من تمرد..