يعقد حزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الأغلبية في الجزائر، الأحد المقبل اجتماعا للجنة المركزية، يعد الأول منذ مؤتمره العاشر الذي عقد في مايو (أيار) الماضي. بينما يواجه أمين عام الحزب عمار سعداني متاعب كبيرة، سببها عزم قطاع من القياديين الإطاحة به، بدعوى أنه «انبثق من مؤتمر غير شرعي». ويترقب الفريق المعارض، بقيادة وزير التجهيز سابقا عبد الرحمن بلعياط، قرار المحكمة الإدارية بخصوص شكوى رفعها ضد سعداني، لإبطال نتائج المؤتمر بما فيها انتخاب سعداني لولاية جديدة. ويسعى أعضاء هذا الفريق إلى الحؤول دون تشكيل «المكتب السياسي» الجديد. وقال بلعياط لـ«الشرق الأوسط» إن «رفاقه يملكون أدلة قوية تثبت أن المؤتمر غير الشرعية، بدءا بالجهة التي دعت إليه، وهو مغتصب منصب الأمين العام». ويرى معارضو سعداني، أن اجتماع «اللجنة المركزية» (أعلى هيئة ما بين مؤتمرين)، الذي عقد في أغسطس (آب) 2013، وانتهى بتزكيته أمينا عاما، «غير قانوني»، بحجة أن اللقاء لم يبلغ النصاب القانوني، بمعنى ثلثي أعضاء «المركزية». ويلتقي خصوم سعداني يوميا في إقامة فاخرة في حي الأبيار، بأعالي العاصمة لتحضير ترتيبات إبعاد سعداني من القيادة، وتجري هذه اللقاءات تحت مراقبة رجال الأمن، بينما يتحصن سعداني في «الجهاز»، وهو وصف يطلق على مبنى الحزب الموجود بحي حيدرة الراقي بالعاصمة، حيث يقيم كبار المسؤولين في البلاد. ولا يكترث سعداني بهجومات خصومه، وهو بصدد التوجه إلى تشكيل «المكتب السياسي» بمناسبة اجتماع الأحد، مدعوما بمجموعة من كبار رجال الأعمال، من بينهم برلمانيون يملكان ثروة ضخمة، هما محمد جميعي وبهاء الدين طليبة، والاثنان كان لهما أثر كبير في إفشال مساعي جماعة بلعياط للإطاحة بسعداني في وقت سابق. وشارك في اجتماع 2013 المثير للجدل قيادي الحزب ووزير العدل الطيب لوح، وعد حضوره بمثابة انحياز السلطات لسعداني في صراعه مع مجموعة الوزراء السابقين، من بينهم عمار تو، وزير الصحة، ورشيد حراوبية، وزير الجامعات، وعبد الرشيد بوكرزازة، وزير المدينة، ومعهم رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) سابقا، عبد العزيز زياري. وانضم إلى صف المعارضين عبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق، الذي خسر «معركة الثقة» نهاية يناير (كانون الثاني) 2013، والذي تم فصله من الحزب بقرار من رئيس الحزب، الذي هو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. واختفى سعداني عن الأنظار منذ نهاية المؤتمر الأخير، وفي فترة غيابه نشرت صحف محلية وفرنسية أخبارا عن امتلاكه عقارات في باريس، مما أثار جدلا حول مصدر المال الذي اشترى به هذه الأملاك. وأعلن مقربون منه أنه رفع شكوى في القضاء الفرنسي، ضد صحف نشرته عنه «أخبارا كاذبة». ويعرف سعداني بكونه مقربا من السعيد بوتفليقة، شقيق رئيس الجمهورية، وبأن الفضل يعود له في استماتته أثناء المواجهة التي تجمعه بالخصوم داخل جبهة التحرير، التي ينحدر منها أغلبية أعضاء الحكومة. كما عرف سعداني بانتقاده الشديد لمدير المخابرات المعزول الشهر الماضي، محمد الأمين مدين. ويشاع بأن تحالف سعداني مع رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، كان سببا في إنهاء مهامه على رأس جهاز المخابرات.