عواصم - وكالات: وسط تشكيك غربي بأهدافها، شنت طائرات روسية بالتعاون مع الطيران الحربي السوري، أولى ضرباتها الجوية أمس الاربعاء ضد مواقع للارهابيين في محافظتي حمص وحماة في وسط سوريا، وفق ما اعلن مصدر امني رفيع في دمشق. واعلن التلفزيون السوري الرسمي ان القصف الروسي استهدف اوكار مسلحي داعش في مناطق عدة في المحافظتين، إلا أن قائد جماعة سورية معارضة قال إن هذه الضربات أصابت ثمانية من مقاتلي جماعته التي تتلقى الدعم من قوى غربية مناهضة للرئيس بشار الأسد أمس. وقال الرائد جميل الصالح الذي انشق على الجيش السوري في عام 2012 عبر خدمة سكايب إن ريف حماة الشمالي ليس به وجود لداعش على الاطلاق ويخضع لسيطرة الجيش السوري الحر. وقال الصالح إن قوى أجنبية معارضة للأسد تمد جماعته بصواريخ متطورة مضادة للدبابات. وبدوره، قال زعيم المعارضة السياسية السورية خالد خوخة إن الغارات الروسية قتلت ما لا يقل عن 36 مدنيا. كما وأكد مسؤول عسكري امريكي ان الغارات الجوية التي شنتها روسيا في سوريا استهدفت قوات معارضة وليس متطرفي تنظيم داعش، بعكس التصريحات الروسية. وقال المسؤول لم نشاهد اية ضربات ضد داعش، وما شاهدناه هو ضربات ضد المعارضة السورية. وبدوره، قال روبرت وورك نائب وزير الدفاع الأمريكي إن الولايات المتحدة قلقة من أن روسيا شنت ضربات جوية في سوريا من دون محادثات عسكرية مسبقة مع واشنطن. ووصف التحركات الروسية بأنها عدوانية. وأضاف في حديث للجنة في مجلس النواب بشأن أمن الإنترنت إن الولايات المتحدة ما زالت تحاول الترتيب لموعد ومكان لعقد اجتماع بشأن روسيا بين القيادات العسكرية الأمريكية والروسية. وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت انها شنت ضربات جوية ضد داعش في سوريا بعد حصول الرئيس فلاديمير بوتين على تأييد بالاجماع من البرلمان للتدخل لدعم أوثق حليف للكرملين في الشرق الاوسط. وتابع وورك خلال استجواب من جانب لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب نحن قلقون مما حدث هذا الصباح.. ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين هو أن جيشينا سيتحادثان حتى لا يقع اشتباك في العمليات. وتابع قوله لا أعتقد أن هذا إخفاق.. أعتقد أنه عمل عدواني من جانب روسيا حاليا قبل مناقشاتنا بين جيشينا. وفي مجلس الأمن، قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس ان الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا اذا كان الهدف الحقيقي منها هزيمة تنظيم داعش، وكرر تشديده على ضرورة تنحي الرئيس السوري عن السلطة. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن روسيا مستعدة لفتح قنوات اتصال مستمرة مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف مقاتلي داعش في سوريا سعيا لتعزيز القتال ضد الجماعات الإرهابية. وبدوره، قالت فرنسا أمس إن روسيا لم تبلغها بالغارات التي شنتها في سوريا لكنها أضافت أن من الضروري حدوث تنسيق لتجنب وقوع فوق سوريا. وعندما سئل وزير الخارجية الفرنسي عما اذا كانت موسكو أبلغت باريس بالضربات فقال لا. وأضاف بالتأكيد يجب تجنب حدوث اشتباك وثمة مسعى لقطع الاتصال لكنه ضرورة مطلقة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن الضربات الجوية الروسية في سوريا ستكون محدودة النطاق وإنه يأمل في أن يكون الرئيس بشار الأسد مستعدا لإصلاح سياسي وتسوية من أجل بلاده وشعبه. وكان بوتين يتحدث بعد أن شنت القوات الروسية ضربات جوية ضد أهداف في سوريا في أكبر تدخل في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. وأبلغت روسيا القوات الجوية الأمريكية بالابتعاد اثناء تنفيذ طائراتها للغارات.